تعالى كلها» صدق رسول الله وأخرج مسلم وأحمد والترمذي والنسائي عن عقبة بن عامر قال : قال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ لأصحابه : ألم تروا آيات هذه الليلة لم ير مثلهن قط : (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) و (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) وقال أبو سعيد الخدري : «كان رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ يتعوذ من عين الجان ومن عين الإنس. فلما نزلت سورتا المعوذتين أخذ بهما وترك ما سوى ذلك».
إعراب آياتها
(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) (١)
(قُلْ أَعُوذُ) : أعرب في الآية الكريمة السابقة. أعوذ : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا وجملة (أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ بمعنى : قل يا محمد. ألتجئ. أو الجأ أو أستجير ..
(بِرَبِّ الْفَلَقِ) : جار ومجرور متعلق بأعوذ. الفلق : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة.
(مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ) (٢)
(مِنْ شَرِّ) : جار ومجرور متعلق بأعوذ وأصله : من أشر ـ لأنه من صيغة أفعل ـ فحذف الألف طلبا للفصاحة.
(ما خَلَقَ) : اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالإضافة بمعنى «الذي» خلق : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو والعائد إلى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به. التقدير : الذي خلقه. أو تكون «ما» مصدرية فتكون جملة «خلق» صلة حرف مصدري لا محل لها و «ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بالإضافة بتقدير : من شر مخلوقات رب الفلق أي رب الصبح وهو الله تعالى.
** (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) : قل : أصله عند البصريين : أقول ـ بضم الهمزة والواو على وزن «أقتل» فاستثقلوا الضمة على الواو فنقلوها إلى القاف فلما تحركت القاف استغنوا عن ألف