وسليمان (١) الأعمش ، وإسماعيل بن (٢) عبد الله المخزومي وعطيّة (٣) بن قيس الكلابي ، وإسماعيل (٤) بن عبيد الله بن أبى المهاجر ، ويحيى بن الحادث الذمارى (٥) ، وشريح بن (٦) يزيد الحضرمي.
ثمّ قال : إنّ القرّاء بعد هؤلاء المذكورين كثروا وتفرّقوا في البلاد وانتشروا ، وخلفهم أمم بعد أمم ، عرفت طبقاتهم واختلفت صفاتهم ، منهم المتقن للتلاوة ، المشهور بالرواية والدراية ، ومنهم المقتصر على وصف من هذه الأوصاف ، وكثر بينهم لذلك الاختلاف ، وقلّ الضّبط واتّسع الخرق ، وكاد الباطل يلتبس بالحقّ ، فقام جهابذة علماء الامّة ، وصناديد الائمّة ، فبالغوا في الاجتهاد ، وجمعوا الحروف والقراآت ، وميّزوا بين المشهور والشاذّ ، والصحيح والناد بأصول أصّلوها ، وأركان قد فصّلوها ، وها نحن نشير إليها ، ونعوّل كما عوّلوا عليها ، فنقول : كلّ قراءة وافقت العربيّة ولو بوجه ، ووافقت أحد المصاحف العثمانيّة ولو احتمالا ، وصحّ سندها ، فهي القراءة الصحيحة الّتى لا يجوز ردّها ، ولا يحلّ إنكارها ، بل هي من الأحرف السبعة الّتى نزل بها القرآن ووجب على النّاس قبولها ، سواء أكانت من السّبعة أم عن العشرة ، أم عن غيرهم من الأئمة
__________________
(١) سليمان بن مهران أبو محمد الأسدى الكوفي المعروف بالأعمش ، المتوفى (١٤٨).
(٢) إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين ابو إسحاق المخزومي المكّى المقرئ كان شيخ محمد بن إدريس الشافعي في القراءة توفي سنة (١٧٠ ه).
(٣) هو عطيّة بن قيس ابو يحيى الكلابي الحمصي الدمشقي التابعي القارى توفى سنة (١٢١) وقد جاوز المائة سنة ـ غاية النهاية ج ١ ص ٥١٣.
(٤) إسماعيل بن عبيد الله بن أبى المهاجر الدمشقي المتوفّى (١٣٢ ه) ـ تاريخ الاعلام ص ٣٧٦.
(٥) يحيى بن الحارث بن عمرو الذماري الدمشقي المقرئ المتوفى (١٤٥) ـ غاية النهاية ج ٢ ص ٣٦٧.
(٦) شريح بن يزيد الحضرمي الحمصي المقري المتوفى (٢٠٣) ـ غاية النهاية ج ١ ص ٣٢٥.