أنّه قد فسّرها بعضهم بالقراءات السبعة ، وليس بجيّد ، لأنّ القراآت المتواترة لا تنحصر في السبعة ، بل ولا في العشرة كما حقّق في محلّه ، واقتصروا على السبعة تبعا لابن مجاهد ، حيث اقتصر عليها تبرّكا بالحديث ، وفي أخبار : أنّ السبعة ليست هي القراآت ، بل أنواع التركيب من الأمر ، والنهى ، والقصص ، وغيرها ، انتهى.
إلّا أنّ فيه : أنّ دعوى التواتر في شيء منها فضلا عن جميعها ليست في محلّها ، وإن سبقه فيها بل لحقه عليها كثير من الفريقين ، بل ذكر والدي العلّامة أعلى الله مقامه في «شرحه للشرايع» : أنّ المشهور بين المتأخرين من الطائفة تواتر القراآت السبع ، وقد استفاض عليه حكاية الشهرة عن الأجلّة ، وممّن ذهب إليه الفاضل (١) في «التذكرة» كما عن «المنتهى» و «النهاية» ، والمحقّق الثاني (٢) في «جامع المقاصد» (٣) والشهيد (٤) في «الروض» و «المقاصد العليّة» فقالوا : إنّ الكلّ نزل به الرّوح الأمين على قلب سيّد المرسلين تخفيفا على الأمّة ، وتهوينا على هذه الملّة ، استنادا إلى ما رواه الجمهور عن النبي صلىاللهعليهوآله أنّه قال : «نزل القرآن على سبعة أحرف» ، مدّعيا تواتر ذلك منه ، الى آخر ما ذكره عطّر الله مرقده.
وذكر في «المدارك» بعد حكاية الإجماع عن جمع من الأصحاب على تواتر القراآت السبع : أنّه نقل جدّى قدسسره عن بعض محقّقى القرّاء أنّه أفرد كتابا في أسماء الرّجال الذين نقلوا هذه القراآت في كلّ طبقة ، وهم يزيدون عمّا
__________________
(١) هو العلّامة الحلّى الحسن بن يوسف المتوفى (٧٢٦ ه).
(٢) هو على بن الحسين بن عبد العلى ، الكركي المتوفّى (٩٤٠ ه).
(٣) جامع المقاصد ج ٢ ص ٢٤٤.
(٤) المراد به هو الشهيد الثاني زين الدين بن على العاملي الشهيد في سنة (٩٦٦).