فهمها حجابا وأىّ حجاب ، بل ربما تورث ذلك للقلب الانطباع والانقلاب.
فقد ورد عن مولانا الباقر عليهالسلام : «ما من شيء أفسد للقلب من خطيئة ، إنّ القلب ليواقع الخطيئة فما تزال به حتى يقلب عليه فيصير أعلاه أسفله» (١).
وقال الصادق عليهالسلام : «يقول الله تعالى : إنّ أدنى ما أصنع بالعبد إذا أثر شهوته على طاعتي أن أحرمه لذيذ مناجاتي».
وعن النبي صلىاللهعليهوآله : «إذا عظّمت أمّتي الدينار والدرهم نزع عنها هيبة الإسلام ، وإذا تركوا الأمر بالمعروف حرموا بركة الوحي».
ثالثها : الإشتغال بالملاهي والعادات وفضول العيش بل التكسّب ، وغيرها من الأفعال المباحة الّتى توجب اشتغال القلب بها ، وصرفه عن غيرها إذ (ما جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ) (٢) ، فمن اشتغل بشيء من المباحات ، بل المندوبات ، فضلا عن غيرها ، صرفت إليها همّته ، واجتمع له قلبه ، فمن أين يمكن له الإقبال وفراغ البال لفهم أسرار كلام ذي الجلال ، والاستيناس به في حريم حرم بساط الوصال.
ولذا قال الإمام عليهالسلام في الخبر المتقدّم : «إنّه إذا تفرّغ نفسه من الأسباب تجرّد قلبه لقرائة القران» (٣).
بل شرط مع ذلك خلوّ المجلس ، والاعتزال عن الخلق في حال القرائة ، بل مطلقا ، فإنّ من يستكثر من معاشرة الخلق ومعاملتهم ومحادئتهم لا بدّ أن يقع
__________________
(١) بحار الأنوار ج ٧٠ ص ٥٤ ح ٢٢ عن الأمالي للصدوق ص ٢٣٩.
(٢) سورة الأحزاب : ٤.
(٣) مصباح الشريعة الباب الرابع عشر.