وعشرون حرفا تدلّ على لغات العربيّة ، ومن الثمانية وعشرين اثنان وعشرون تدلّ على لغات العبرانيّة والسّريانيّة (١) ، الخبر بطوله.
فصرّح أوّلا بأنّ الحروف كلّها من إبداعه ، بل ذكر انّه أوّل ابداعه ، ثمّ قال : إنّ العبارات كلّها من الله عزوجل علّمها خلقه ، وهو ظاهر في المطلوب ، بناء على أنّ المقصود منها هي الكلمات المؤلّفة من الحروف المعبّرة بها عن المقاصد ، ولذا عبّر عنها بالعبارات ، هذا مضافا إلى الأخبار الكثيرة المتقدّمة في تفسير الآية الدّالة على أنّ المراد بالأسماء اسماء الجبال والبحار والأودية والنبات والحيوان والبساط وغيرها بل في بعضها انّه علّمه اسماء كلّ شيء.
وفي حديث الشفاعة : فيأتون آدم عليهالسلام فيقولون أنت أب الناس ، خلقك الله بيده وأسجد لك ملائكته وعلّمك أسماء كلّ شيء (٢).
وفي القصص عن أبي جعفر عليهالسلام : انّ آدم لما هبط عليه ملك الموت قال : قال أشهد أن لا اله إلّا الله إلى قوله : واسجد لي ملائكته ، وعلّمني الأسماء كلّها. (٣) الخبر قيل ويشهد له ما اشتهر من أنّ الله تعالى أنزل على آدم عليهالسلام حروف المعجم في احدى وعشرين صحيفة وهو اوّل كتاب انزل إلى الدّنيا وفيه ألف لغة وانّه تعالى علّمه جميع تلك اللّغات (٤).
وما ذكره المفسّرون من أنّه علّمه اسم كلّ شيء حتّى القصعة والقصيعة بجميع
__________________
(١) عيون الأخبار : ص ٨٧ ـ ١٠٠ وعنه البحار ج ١٠ ص ٣١٤.
(٢) بحار الأنوار : ج ٨ ص ٤٥.
(٣) البحار : ج ١١ ص ٢٦٥.
(٤) سيأتي عن سعد السعود ص ٣٧.