الكليّة أو مع جزئياتها على فرضها ، وهي اسم جنس يطلق على القليل والكثير ، وقيل : أنّها جمع سماوة أو سماءة.
ثم إنّ ظاهر هذه الآية وكذا قوله في سورة السجدة : (قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ) (١) ، إلى قوله : (ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ وَهِيَ دُخانٌ) (٢) ، أنّ خلق الأرض كان قبل خلق السّماء مع أنّ مقتضى قوله في سورة والنازعات : (أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّماءُ بَناها ، رَفَعَ سَمْكَها فَسَوَّاها وَأَغْطَشَ لَيْلَها وَأَخْرَجَ ضُحاها ، وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها) (٣).
أن التدحية التي هي البسط كانت بعد خلق السماء ولذا أورد بعض الملاحدة تناقضا بين هذه الآيات وأجيب عنه في المشهور بانّ خلق الأرض كان قبل السماء كما هو ظاهر الآيتين الّا أنّ دحوها بعد خلق السماء كما هو صريح الثالثة.
ويدل عليه ما رواه في «الكافي» بالإسناد عن أبي جعفر عليهالسلام في خبر طويل وفيه انه قال : إنّ الله سبحانه خلق الشيء الذي جميع الأشياء منه ، وهو الماء الذي خلق الأشياء منه ، وخلق الريح من الماء ، ثم سلط الريح على الماء ، فشققت الريح متن الماء حتى صار من الماء زبد على قدر ما شاء أن يثور ، فخلق من ذلك الزبد أرضا بيضاء نقيّة ليس فيها صدع ولا ثقب ولا نقب ولا صعود ولا هبوط ولا شجرة ثمّ طواها فوضعها فوق الماء ، ثمّ خلق الله النّار فشققت النّار متن الماء حتى صار من الماء دخان على قدر ما شاء الله أن يثور فخلق من ذلك الدخان سماء صافية نقيّة ليس فيها صدع ولا ثقب وذلك قوله : (أَمِ السَّماءُ بَناها ، رَفَعَ سَمْكَها فَسَوَّاها
__________________
(١) فصلت : ٩.
(٢) فصلت : ١١.
(٣) النازعات : ٣٠.