إنّما هو الاستكبار من عبوديته سبحانه ، وكفى به كفرا وإلحادا.
او كان كافرا في علمه سبحانه قبل ذلك حيث أضمر في قلبه ترك السجود لآدم والرّد عليه سبحانه لو أمره بذلك ، او كان كذلك في أصل الكينونة وبدو الخلقة ، وإن اظهر العبادة مدّة مديدة.
ففي «الخصال» و «تفسير الفرات» بالإسناد عن الحسن عليهالسلام فيما سأله كعب الأحبار عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : لما أراد الله خلق آدم بعث جبرئيل فأخذ من أديم الأرض قبضة فعجنه بالماء العذب والمالح ، وركّب فيه الطبائع قبل أن ينفخ فيه الّروح ، فخلقه من أديم الأرض ، فطرحه كالجبل العظيم ، وكان إبليس يومئذ خازنا على السماء الخامسة ، يدخل في منخر آدم ثمّ يخرج من دبره ثمّ يضرب بيده على بطنه فيقول : لأيّ امر خلقت؟ لإن جعلت فوقي لا أطعتك ، ولئن جعلت أسفل منّي لا أعينك ، فمكث في الجنّة ألف سنة ما بين خلقه إلى أن ينفخ فيه الروح (١).
وفي «تفسير القمي» : خلق الله آدم فبقى أربعين سنة مصوّرا وكان يمرّ به إبليس اللعين فيقول لأمر ما خلقت؟ قال العالم عليهالسلام فقال إبليس لئن أمرني الله بالسجود لهذا لعصيته (٢).
وفي «الاحتجاج» في أسئولة الزنديق المدعيّ للتناقض عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : الايمان بالقلب هو التسليم للرب ، ومن سلّم الأمور لمالكها لم يستكبر عن امره ، كما استكبر إبليس عن السجود لآدم ، واستكبر اكثر الأمم عن طاعة أنبيائهم ،
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٥٤ ص ٩٤ عن تفسير الفرات ص ٦٥.
(٢) تفسير القمي : ص ٢٤ وعنه البحار ج ١١ ص ١٤١.