وأما حديث أبي هريرة فرواه علي بن عاصم (١) ، عن حمّاد بن سلمة (٢) ، عن أبي جرهم ، عنه ، وأبو جرهم مجهول لا يعرف ، ولم يرو حماد بن مسلمة عن أحد يقال له أبو جرهم ، وإنّما رواه عن أبي المهزّم ، وهو متروك الحديث أيضا فهو حديث لا أصل له.
وأما حديث عبادة بن الصامت رواه أبو داود من حديث المغيرة بن زياد الموصلي (٣) ، عن عبادة بن حسيّ ، عن الأسود بن ثعلبة ، عنه ، والمغيرة معروف عند أهل العلم ، ولكنّه له مناكير ، هذا منها ، قاله أبو عمر ثم قال : وأمّا حديث القوس فمعروف عند أهل العلم ... الى أن قال : وليس في الباب حديث يجب العمل به من جهة النقل ، وحديث عبادة يحتمل التأويل ، لأنّه جائز أن يكون علّمه لله ، ثم أخذ عليه أجرا.
وروي عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال : «خير الناس من يمشي على جديد الأرض المعلّمون كلّما خلق الدين جدّدوه ، أعطوهم ولا تستأجروهم فتحرجوهم فإنّ المعلّم إذا قال للصبي : قل بسم الله الرحمن الرحيم ، فقال الصبي : بسم الله الرحمن الرحيم كتب الله براءة للصبيّ وبراءة للمعلّم ، وبراءة لأبويه من النار» (٤).
__________________
(١) علي بن عاصم بن صهيب الواسطي التيمي مولاهم ، قال ابن حجر : صدوق يخطئ ويصرّ ، ورمي بالتشيّع ، مات سنة (٢٠١) ه ، تقريب التهذيب : ج ١ ص ٦٩٧.
(٢) حمّاد بن سلمة بن دينار البصري أبو سلمة قال ابن حجر : تغيّر حفظه بآخره ، من كبار الثامنة ، مات سنة (١٥٧) ه ، التقريب : ج ١ ص ٢٣٨.
(٣) المغيرة بن زياد البجلي ، أبو هشام أو هاشم الموصلي ، قال ابن حجر : له أوهام مات سنة (١٥٢) ه ، التقريب : ج ١ ص ٢٠٦.
(٤) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ج ١ ص ٣٣٥ ـ ٣٣٦.