قال له علي عليهالسلام : لقد كان كذلك ، ومحمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم لما نزل الحديبية وحاصره أهل مكة ، قد أعطي ما هو أفضل من ذلك. وذلك أن أصحابه شكوا إليه الظمأ وأصابهم ذلك حتى التفت حوافر الخيل فذكروا ذلك له عليهالسلام فدعا بركوة يمانية ثم نصب يده المباركة فيها فتفجرت من بين أصابعه عيون الماء فصدرنا وصدرت الخيل رواء وملأنا كل مزادة وسقاء ولقد كنا معه بالحديبية وإذا ثمّ قليب جافة فأخرج صلىاللهعليهوآلهوسلم سهما من كنانته فناوله البراء بن عازب فقال له : اذهب بهذا السهم إلى تلك القليب الجافة ، فاغرسه فيها ففعل ذلك. فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا من تحت السهم ، ولقد كان يوم الميضاة عبرة وعلامة للمنكرين لنبوته ، كحجر موسى حيث دعا بالميضاة فنصب يده فيها ففاضت بالماء وارتفعت حتى توضأ منه ثمانية آلاف رجل وشربوا حاجتهم وسقوا دوابهم وحملوا ما أرادوا (١).
قوله تعالى :
(وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا ما فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ.)
البقرة الآية : ٦٣.
__________________
(١) تفسير كنز الدقائق وبحر الغرائب : ج ٢ ص ٢٣.