الله تعالى به الأرض بعد موتها ويظهر به دين الحق (عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) له غيبة يرتد فيها قوم ويثبت على الدين فيها آخرون ، فيؤذن فيقال لهم (مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) اما ان الصابر في غيبة على الأذى والتكذيب بمنزلة المجاهد بالسيف بين يدي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم (١).
قوله تعالى :
(قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ.)
يونس الآية : ٥٨.
ابن بابوية بسنده عن الحسين بن علي عليهماالسلام قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لعلي عليهالسلام : الذي بعث محمّدا نبيا ما آمن بي من أنكرك ، ولا أقرّ بي من جاهدك ، ولا آمن بي من كفرك بك ، وان فضلك لمن فضلي ، وان فضلي لفضل الله وهو قول الله عزوجل (قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) يعني فضل الله بنبوة نبيكم ، ورحمته ولاية علي بن أبي طالب عليهالسلام (فَبِذلِكَ) قال : النبوة والولاية (فَلْيَفْرَحُوا) يعني الشيعة (هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) يعني مخالفيهم من الأهل والمال والولد في دار الدنيا (٢).
__________________
(١) عيون الأخبار الرضا عليهالسلام ١ : ٦٨ ـ ٦ ح ٣٦ ، كلمة الإمام الحسين عليهالسلام : ٨٩.
(٢) الهداية القرآنية للسيد هاشم البحراني ١ : ١٩٠.