قوله تعالى :
(فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكاءَكُمْ ثُمَّ لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلا تُنْظِرُونِ.)
يونس الآية : ٧١.
قال أبو مخنف : فحدثني عبد الله بن عاصم ، قال : حدثني الضحاك المشرقي ، قال : لما أقبلوا نحونا فنظروا إلى النار تضطرم في السطب والقصب الذين كنا ألهبنا فيه النار من ورائنا لئلا يأتونا من خلفنا. إذ أقبل إلينا منهم رجل يركض على فرس كامل الإرادة ، فلم يكلمنا حتى مر على أبياتنا ، فنظر إلى أبياتنا فإذا هو لا يرى إلا حطبا تلتهب النار فيه فرجع راجعا فنادى بأعلى صوته : يا حسين ، استعجلت النار في الدنيا قبل يوم القيامة.
فقال الحسين عليهالسلام من هذا كأنه شمر بن ذي الجوشن فقالوا نعم ، أصلحك الله هو هو ، فقال : يابن راعية المعزى ، أنت أولى بها صليا ، فقال له مسلم بن عوسجة : يا ابن رسول الله ، جعلت فداك ألا أرميه بسهم؟ فإنه قد أمكنني ، وليس يسقط [مني] سهم ، فالفاسق من أعظم الجبارين ، فقال له الحسين : لا ترمه فاني أكره أن أبدأهم وكان مع الحسين فرس له يدعى لا حقا حمل عليه ابنه علي بن الحسين قال : فلما دنا منه القوم عاد براحلته فركبها ، ثم نادى بأعلى صوته وعاد يسمع جل الناس.