عظيما ، فأنزل الله عزوجل هذه الآية (أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللهِ شَيْئاً هُوَ أَعْلَمُ بِما تُفِيضُونَ فِيهِ كَفى بِهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) فبعث إليهم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : هل من حدث؟ فقالوا : إي والله يا رسول الله لقد قال بعضنا كلاما غليظا كرهناه ، فتلا عليهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الآية فبكوا واشتد بكاؤهم ، فأنزل الله تعالى (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ وَيَعْفُوا عَنِ السَّيِّئاتِ وَيَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ)(١).
قوله تعالى :
(وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ.)
الشورى الآية : ٣٠.
قال الحسين بن علي عليهماالسلام : لو لا التقية ما عرف ولينا من عدونا ، ولو لا معرفة حقوق الإخوان ما عرف من السيئات شيء إلا عوقب على جميعها ، لكن الله عزوجل يقول : (وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ)(٢).
__________________
(١) تفسير نور الثقلين ٨ : ٧.
(٢) لمعة من بلاغة الحسين عليهالسلام لسيد مصطفى الموسوي آل اعتماد : ص ١١٠.