ونضيف إلى ذلك كتاب شواهد التنزيل للحاكم النيسابوري من أعلام القرن الخامس للهجرة ، ذكر فيه ما نزل من الآيات في الإمام علي عليهالسلام وهو من علماء أهل السنة المحدّثين.
هذه نبذة موجزة عما كتب في الآيات النازلة في أهل البيت عليهمالسلام ، ومن الواضح أن الإمامين أمير المؤمنين والإمام الحسين مثّلا مقطعا خطيرا من الصراع الحقيقي الذي أشار إليه القرآن الكريم ، وما واجهه أنبياء الله تعالى من أقوامهم ، لذا فان القرآن قد تعهد في كشف الملابسات التاريخية التي حصلت في فترة إمامتيهما ، وكان حاضرا لذلك الصراع ، وشاهدا على كثير من الحقائق.
من هنا أمكننا أن نطلق على الإمام الحسين عليهالسلام بأنه «حليف القرآن» ، إذ المتتبع يقف على العديد من الآيات التي شهدت لفترة قبل عهد الحسين عليهالسلام وفي أثنائه وبعده وهذه القبلية والبعدية والتعاصر لمرحلة الصراع الحسيني مع المعسكر الآخر تعد من أبهر معجزات القرآن الكريم التي يمكن للباحث أن يثبت الحقيقة الإعجازية للقرآن بمواكبة الصراع الحسيني ، فهو منذر وبشير للقادم من الأحداث التي خاضها الإمام الحسين ، وعواقب هذا الصراع الذي أسسه الإمام الحسين بين معسكري الكفر والإيمان الذي مثّل طرفه الإمام الحسين بإيمانه الرسالي والآخر مثّله المعسكر الأموي الذي كان بواقعه أطروحة المعارضة الأبدية لرسالة السماء وقيمها الإلهية.