(وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ) [سورة الأنبياء : الآية ١٠٥]. فبشر الله نبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم أن أهل بيته يملكون الأرض ويرجعون إليها ويقتلون أعداءهم ، فأخبر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فاطمة عليهاالسلام بخبر الحسين عليهالسلام وقتله ، فحملته كرها ، ثمّ قال أبو عبد الله عليهالسلام : فهل رأيتم أحدا يبشر بولد ذكر فتحمله كرها؟ أي أنها اغتمت وكرهت لما أخبرها بقتله (وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً) لما علمت من ذلك ، وكان بين الحسن والحسين عليهمالسلام طهر واحد ، وكان الحسين عليهالسلام في بطن أمّه ستّة أشهر ، وفصاله أربعة وعشرون شهرا وهو قوله : (وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً)(١).
وفي كتاب علل الشرائع : بإسناده إلى عبد الرّحمن بن المثنى الهاشمي ، قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : جعلت فداك من أين جاء لولد الحسين عليهالسلام الفضل على ولد الحسن عليهالسلام وهما يجريان في شرع واحد؟ فقال : لا أراكم تأخذون به ، إن جبرائيل عليهالسلام نزل على محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم وما ولد الحسين بعد ، فقال له : يا محمّد يولد لك غلام تقتله أمتك من بعدك ، فقال : يا جبرائيل لا حاجة لي فيه فخاطبه ثلاثا ، ثمّ دعا عليا عليهالسلام فقال له : إنّ جبرائيل يخبرني عن الله عزوجل أنّه يولد لك غلام تقتله أمتك من بعدك ، فقال :
__________________
(١) تفسير القمي ٢ : ٢٩٧.