لا حاجة لي فيه يا رسول الله ، فخاطب عليا عليهالسلام ثلاثا ، ثمّ قال : إنّه يكون فيه وفي ولده الإمامة والوراثة والخزانة ، فأرسل إلى فاطمة عليهاالسلام فقال إن الله يبشرك بغلام تقتله أمّتي من بعدي ، فقالت فاطمة عليهاالسلام : ليس لي حاجة فيه يا أبه ، فخاطبها ثلاثا ، ثمّ أرسل إليها لا بدّ أن تكون فيه الإمامة والوراثة والخزانة ، فقالت له : رضيت عن الله عزوجل فعلقت وحملت بالحسين عليهالسلام فحملت ستّة أشهر ، ثمّ وضعت ولم يعش مولود قط لستّة أشهر غير الحسين بن علي عليهالسلام وعيسى ابن مريم عليهالسلام فكفلته أمّ سلمة ، وكان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يأتيه في كلّ يوم فيضع لسانه الشريف في فم الحسين عليهالسلام فيمصه حتّى يروى ، فأنبت الله عزوجل لحمه من لحم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولم يرضع من فاطمة عليهاالسلام ولا من غيرها لبنا قط ، فلما أنزل الله تبارك وتعالى فيه : (وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلى والِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي) ، فلو قال : أصلح لي ذريتي كانوا كلّهم أئمّة لكن خصّ هكذا (١).
وعن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن الوشاء والحسين بن محمّد عن معلى بن محمّد عن الوشاء عن أحمد بن عائذ عن أبي خديجة عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : لمّا حملت فاطمة عليهاالسلام بالحسين عليهالسلام جاء جبرائيل إلى
__________________
(١) علل الشرائع : ٢٠٦ / ب ١٥٦ / ح ٣.