للحصاة هذه نواة ثم يدين بذلك ويبرأ ممن خالفه ، يا ابن أبي محمود إحفظ ما حدثتك به ، فقد جمعت لك خير الدنيا والآخرة (١).
عن الحسن بن علي العسكري عن أبيه ، عن جده عليهمالسلام ، قال : جاء رجل إلى الرضا عليهالسلام ، فقال له : يابن رسول الله أخبرني عن قول الله عزوجل : (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) ما تفسيره؟ فقال : لقد حدثني أبي ، عن جدي عن الباقر ، عن زين العابدين ، عن أبيه ـ الحسين بن علي ـ عليهمالسلام أن رجلا جاء إلى أمير المؤمنين عليهالسلام فقال : أخبرني عن قول الله عزوجل : (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) ما تفسيره؟.
فقال : الحمد لله هو أن عرف عباده بعض نعمه عليهم جملا ، إذ لا يقدرون على معرفة جميعها بالتفصيل لأنها أكثر من أن تحصى أو تعرف ، فقال لهم : قولوا : الحمد لله على ما أنعم به علينا رب العالمين وهم الجماعات من كل مخلوق من الجمادات والحيوانات وأما الحيوانات فهو يقلبها في قدرته ويغذوها من رزقه ويحوطها بكنفه ويدبر كلا منها بمصلحته ، وأما الجمادات فهو يمسكها بقدرته ويمسك المتصل منها أن يتهافت (٢) ويمسك المتهافت منها أن يتلاصق ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه ويمسك الأرض ان تنخسف إلا بأمره انه
__________________
(١) عيون أخبار الرضا عليهالسلام : ٢٧١ ـ ٢٧٢.
(٢) التهافت : التساقط.