.................................................................................................
______________________________________________________
موجبا لعباديتها ما ذكره المصنف : من انه بنفسه موجبا للعبادية والقربية أو انه هو الملاك في وقوع الامر الغيري قربيا.
فالفرق بين مسلك المصنف ومسلك التقريرات : ان قصد التوصل بها إلى غاياتها هو بنفسه قصد عبادي عند المصنف ، وعند التقريرات انه طريق لحصول متعلق الامر وهو عنوان المقدمية ، وقد أشار المصنف إلى المقدمات الثلاث التي بنى عليها في التقريرات السر في اعتبار قصد التوصل في وقوع هذه الطهارات عبادة ، فأشار إلى ان المتعلق هو عنوان المقدمية لا ذاتها بقوله : «من ان المقدمة انما تكون مامورا بها بعنوان المقدمية» وأشار إلى انه لا بد في مقام الامتثال من قصد عنوان المقدمية بقوله : «فلا بد عند إرادة الامتثال بالمقدمة من قصد هذا العنوان» وأشار إلى ان قصد عنوان المقدمية لا يحصل إلّا بقصد التوصل بها بقوله : «وقصدها كذلك لا يكاد يكون بدون قصد التوصل إلى ذي المقدمة بها» وقد عرفت ان السر في كون قصد التوصل موجبا لعباديتها هو ما ذكرنا ، لا انه من حيث توقف عنوان المقدمية عليه ، مضافا إلى فساد هذا المبنى الذي به يتم ما ذكره ، لوضوح ان اهم مقدمات هذا المبنى هو كون الامر متعلقا بعنوان المقدمية ، وقد مر عليك ويأتي ان الامر انما يتعلق بما هو بالحمل الشائع مقدمة لا بعنوان المقدمية ، لوضوح ان الامر الغيري يترشح من الواجبات النفسية لما يتوقف عليه الواجب النفسي ، والواجب النفسي انما يتوقف على ذات ما هو مقدمة وهو المعبر عنه بما هو بالحمل الشائع مقدمة ، لما مر عليك سابقا ان الحمل الشائع عند المصنف هو حمل الكلي الطبيعي على فرده الخارجي دون مطلق افراده ، فإن الواجب النفسي موجود خارجي يتوقف وجوده على موجود خارجي وعنوان المقدمية مفهوم خطوري لا خارجي ، ولا يعقل ترشح الامر الا إلى ما يتوقف عليه الواجب ، فعنوان المقدمية لا يعقل ان يترشح اليها امر لأن المتحمل للغرض هو ذات المعنون فلا يترشح الامر الا اليه ، فانه لا يحصل بالعلة الا معلولها لا غيره ، وإلّا لجاز ان يصدر كل شيء من كل شيء ، فعنوان المقدمية