هذا كله في المقدمة الداخلية.
وأما المقدمة الخارجية : فهي ما كان خارجا عن المأمور به ، وكان له دخل في تحققه ، لا يكاد يتحقق بدونه ، وقد ذكر لها أقسام ، وأطيل الكلام في تحديدها بالنقض والإبرام ، إلا أنه غير مهم في المقام (١).
ومنها : تقسيمها إلى العقليّة ، والشرعيّة ، والعاديّة :
فالعقليّة : هي ما استحيل واقعا وجود ذي المقدمة بدونه.
______________________________________________________
(١) لقد قسموا المقدمة الخارجية التي يتوقف وجود الواجب النفسي عليها إلى خمسة أقسام : السبب ، والشرط ، وعدم المانع ، والمعدّ ، والعلة التامة.
وعرفوا السبب : بانه ما لزم من وجوده الوجود ومن عدمه العدم.
والشرط : بانه ما لزم من عدمه العدم ولا يلزم من وجوده الوجود.
والمانع : بانه ما لزم من وجوده العدم ولا يلزم من عدمه الوجود ومثلوا للسبب بالنار بالنسبة إلى الاحراق ، وللشرط بالمقاربة من الجسم ، وللمانع بالرطوبة المانعة من احتراق الجسم في حال مقاربة النار لها.
وعرفوا المعدّ : بما يقرّب المعلول من علته ومثلوا له بطي المسافة للكون على السطح مثلا.
والعلة التامة : هي مجموع هذه الامور. وقد اكثروا النقض والابرام في التعاريف المذكورة.
ولا يخفي انه لا فائدة في هذه التقاسيم ولا في النقض والإبرام فيها ، لأن هذه التقسيمات انما يكون لها اثر حيث نقول بالتفصيل في وجوب بعضها دون بعض ، أما لو قلنا بوجوب كل ما توقف الواجب عليه فلا فائدة في ذلك ، هذا أولا.
وثانيا : انه على مذاق المصنف ان هذه التعاريف لفظية لشرح الاسم وليست بالحد ولا بالرسم فلا ينبغي النقض والإبرام فيها ولذا قال (قدسسره) : «إلّا انه غير مهم في المقام».