لهم دون نصّ وهو فيهنّ ساكت |
|
لحمزة فافهمه وليس مخذّلا |
(لهم) أي : للثلاثة المذكورين اختيارا منه (دون نصّ) عنهم في ذلك ، ووجه ما اختاره بشاعة وصل أواخر ما قبلهن بأوائلهن إذا قيل : (لِلَّهِ) * (وَيْلٌ)(١) (بِالصَّبْرِ) * (وَيْلٌ)(٢) (هُوَ أَهْلُ التَّقْوى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ) * (لا أُقْسِمُ)(٣) (وَادْخُلِي جَنَّتِي) * (لا)(٤) والفرار من مثل ذلك معهود ، والأكثرون لم يعتبروا ذلك.
(وهو) أي : البعض الذي بسمل للثلاثة في الأربع المذكورة (فيهنّ ساكت) أي : مكتف بالفصل بالسكوت دون بسملة (لحمزة فافهمه وليس) هذا الصنيع (مخذّلا) أي : متروكا نصرة لما تقدم من توجيهه.
ومهما تصلها أو بدأت براءة |
|
لتنزيلها بالسّيف لست مبسملا |
(ومهما تصلها) أي : «براءة» بآخر «الأنفال» (أو بدأت براءة لتنزيلها بالسّيف لست مبسملا) بإجماع القراء ؛ لأن البسملة أمان ، ولا أمان مع السيف ؛ وذلك مأخوذ من حديث أخرجه الحاكم في «المستدرك» ، ووجه كون البسملة أمانا ؛ لاشتمالها على وصفي الرحمة ، و (براءة) بدل / (٥) أو بيان لضمير (تصلها) (٦) ، ولا يصلح تخريجه على التنازع ؛ لامتناع إضمار المنصوب على الأول إلا ضرورة ، كقوله : إذا كنت ترضيه ويرضيك صاحب.
ولا بدّ منها فى ابتدائك سورة |
|
سواها وفى الأجزاء خيّر من تلا |
(ولا بدّ منها فى ابتدائك سورة سواها) باتفاقهم أيضا عملا بالأحاديث
__________________
(١) الانفطار : (١٩) ، والمطففين : (١).
(٢) العصر : (٣) ، والهمزة : (١).
(٣) المدثر : (٥٦) ، والقيامة : (١).
(٤) الفجر : (٣٠) ، والبلد : (١).
(٥) [١٤ أ / د].
(٦) في د ، ك : فصلها.