(وأبياتها ألف تزيد ثلاثة ومع مائة سبعين) فيها نحو مائة الخطبة ، وفيها أبيات خارجة عن الفن ذكرت تمهيدا أو لبيان اصطلاح أو نحو ذلك جملة أخرى ، فخلص للفن منها ألف بيت ، فيصح بهذا الاعتبار أن تسمى ألفية انتظمت (زهرا وكمّلا) حالان جمع زهراء (١) ، بمعنى : منيرة وكاملة.
وقد كسيت منها المعانى عناية |
|
كما عريت عن كلّ عوراء مفصلا |
(وقد كسيت منها المعانى عناية) واهتماما من ناظمها فأتى بها مهذبة (كما عريت) ألفاظها لعنايته بها (عن كلّ عوراء) أي : كلمة قبيحة (مفصلا) أي : قافية فغيرها من أثناء البيت أولى وفي البيت استعارة ، وطباق واحتباكان (٢) ، فتأمل.
وتمّت بحمد الله فى الخلق سهلة |
|
منزّهة عن منطق الهجر مقولا |
(وتمّت بحمد الله فى الخلق) بفتح الخاء ، أي : في الصورة ، بمعنى : النظم / [٢١٢ / ك] (سهلة منزّهة عن منطق الهجر) أي : الفحش (مقولا) أي : لسانا ونصبه على التمييز ، وما قبله حالان.
ولكنّها تبغى من النّاس كفؤها |
|
أخا ثقة يعفو ويغضى تجمّلا |
(ولكنّها تبغي) أي : تطلب (من النّاس كفؤها) أعني بها (أخا ثقة) أي : أمينا (يعفو) عما لعله فرط فيها (ويغضي) عنه بالمسامحة (تجمّلا) منه.
وليس لها إلّا ذنوب وليّها |
|
فيا طيّب الأنفاس أحسن تأوّلا |
(وليس لها) عيب (٣) فتترك بسببه (إلّا ذنوب وليّها) أي : ناظمها ، وهذا منه على سبيل التواضع ، وعدم تزكية النفس / (٤) كما هو شأن الخواص ـ رضي الله عنهم (فيا طيّب الأنفاس أحسن تأوّلا) لما ينتقد فيها.
وقل رحم الرّحمن حيّا وميّتا |
|
فتى كان للإنصاف والحلم معقلا |
__________________
(١) في ك : زاهرة.
(٢) في د : الاحتباكان.
(٣) سقط من د.
(٤) [٩١ ب / ز].