__________________
واضحة إلى شدّة اهتمام المولى بايصال الاحكام الشرعية الواقعية للنّاس .... والأئمة عليهمالسلام قادرون على ايصال الاحكام الشرعية الواقعية لنا بطرق صحيحة طبيعية ، إنما ما اوصلوه لنا بوضوح هي التكاليف المهمّة في نظرهم ، وما لا يهتمون به تركوه يصل الينا كيفما وصل ، بطريق صحيح او ضعيف او معه معارض او يتلف بعضه وهكذا ، والائمة عليهمالسلام يعرفون بعلمهم الغيبي انّ بعض الروايات سوف تتلف او تضيع حجيّتها ، ورغم ذلك تركوها تصل الينا بطرقها الطبيعية لتكون محلّ اختلاف العلماء من أيّامهم المباركة إلى ايامنا اليتيمة ، لفوائد يرونها من هذا الاختلاف.
(من هنا) نعرف أن ما وصلنا من الامارات الغير معتبرة ولم يصلنا بطرق معتبرة هي غير مهمّة في نظر الشارع ، إذ لو كان فيها حكم واحد مهم لأوصلوه إلينا ولبيّنوه بطرق صحيحة ، كما اوصلوا الينا اكثر من مائة رواية بكثير في مسألة السواك واكثر من مائة واربعين رواية في عدم حجية القياس .. وعدم الايصال لعدم الاهتمام أمارة الترخيص.
(من كل هذا) نستكشف أن الشارع المقدّس يرخّص بترك الامارات الضعيفة ، وهو يعني الانحلال الحكمي ، وإن توسوست من اجراء البراءة العقلية فاجر البراءة الشرعية ، فانّك ممّا ذكرنا على الأقل تشك في وجوب الاحتياط وعدم وجوبه.
(هذا) إن كان عندنا علم اجمالي بكون بعضها مصيبا للواقع ، وإلّا فإنّا على هذا المبنى الواضح نحتمل ان لا يوجد حكم الزامي واحد في الامارات الضعيفة يصيب الواقع إلّا وله مطابق في الامارات المعتبرة لما ذكرناه ولوجوه اخرى ، مما يعني صحّة ما ذهب اليه السيد الخوئي رحمهالله من دعوى الانحلال الحقيقي.
(إذن) الصحيح هو امكان جريان البراءة في دائرة الامارات الغير معتبرة كالروايات العامية ورواياتنا الضعيفة والشهرات وغير ذلك ، والحمد لله رب العالمين.