هو العلم الاجمالي بعنوانه ، فلا أثر للتعبّد بالغاء هذا العنوان ، وإنّما يكون تأثيره عن طريق رفع التعارض ، وذلك باخراج موارد الامارات المثبتة للتكليف عن كونها موردا لاصالة البراءة ، لأنّ الامارة حاكمة على الاصل ، فتبقى الموارد الاخرى مجرى لاصل البراءة بدون معارض ، وبذلك يختلّ الركن الثالث ويتحقق الانحلال الحكمي من دون فرق بين ان نقول بمسلك جعل الطريقية والغاء الشك بدليل الحجية أو لا (*).
__________________
مانع من إجرائها في الطرف الآخر فلا مشكلة ح من إجرائها ، لانه ح لا معارض لها لفرض وجود مانع من جريان البراءة في الطرف الآخر.
(مثال ذلك) لو كنا نعلم ان احد الاناءين متنجس وكانت أدلّة البراءة لا تجري في احد الاناءين للاضطرار إليه او لخروجه عن محلّ الابتلاء ونحو ذلك ، فحينئذ لا مانع من اجراء البراءة في الطرف الآخر ، لعدم وجود معارض لهذه البراءة في الطرف الأوّل ، فيجوز ح شرب الاناء الآخر أيضا (الغير مضطرّ إليه) ، وهنا الأمر هكذا ، فانه لمّا كانت موارد الامارات المعتبرة مجرى للامارات المعتبرة فلا تجري فيها البراءة ، ولما كان يحتمل ان تكون كل التكاليف الالزامية الواقعية موجودة ضمن الامارات المعتبرة فانه ح تجري البراءة في الامارات الغير معتبرة بلا معارض.
__________________
(*) (أقول) ولنا تقريب آخر متفرّع على ما قلناه من وجه البراءة العقلية وهو : إنه لا شك في كون الشارع المقدّس مهتما بتبليغ الاحكام الشرعية الواقعية ، ولذلك كان الائمة عليهمالسلام يبادرون أحيانا بالسؤال من أصحابهم عن أحكام معيّنة ليفتحوا بابا فقهيا امام المسئول ، ثم يعطي الامام الجواب الصحيح ، وكانوا يأمرون اصحابهم بكتابة الاحاديث والعلوم ، ويأمرونهم بالتعلّم والتفقّه ، وما بعث مائة واربع وعشرين ألف نبي. كما في بعض الروايات. والكثير من الأوصياء وجعل اثني عشر امام حقّ بعد الرّسول الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم إلّا تنبيهات