لملاك وراء (١) ملاكات الأحكام [الواقعية] المحتاط بلحاظها ، وإمّا ان يكون طريقيا بملاك التحفّظ على تلك الاحكام ، وعلى كلا التقديرين لا لغويّة ، أما على النفسيّة فلأنّ محرّكيّته مغايرة سنخا لمحرّكية الواقع المشكوك فتتأكّد إحداهما بالأخرى (٢) ، وأمّا على الطريقية فلأنّ مرجعه حينئذ إلى إبراز مرتبة من اهتمام المولى بالتحفظ على الملاكات الواقعية
__________________
من هذا المقضم فما اشتبه عليك علمه فالفظه وما أيقنت بطيب وجهه فنل منه ... الخ ،» جامع احاديث الشيعة ج ١ باب ٨ من أبواب المقدّمات ح ٣١ ص ٣٩٦.
(وبما ورد) مرسلا عن عنوان البصري عن ابي عبد الله عليهالسلام يقول «... سل العلماء ما جهلت وإيّاك ان تسألهم تعنّتا أو تجربة ، وإياك ان تعمل برأيك شيئا ، وخذ بالاحتياط في جميع امورك ما تجد إليه سبيلا ، واهرب من الفتيا هربك من الاسد ...» جامع احاديث الشيعة ـ ج ١ باب ١ من أبواب المقدمات ح ٥٢ ص ١٤٨ ، فانّه قد يكون المراد منهما استحباب الاحتياط استحبابا نفسيا مولويا(*)
(١) اي بلا علاقة لهذا الاستحباب بالحفاظ على الاغراض الواقعية.
(٢) اي فتتأكد المصلحة النفسية المولوية في الاحتياط مع مصلحة الأحكام الواقعية ، ويتأكّد الداعي للاحتياط.
__________________
(*) (أقول) إنّ كلام السيد المصنّف وإن كان نظريا صحيحا إلّا أننا لم نجد له مثالا ظاهرا فيه ، وأظهر ما وجدناه هو ما ذكرناه ، وهما لا تخلوان ـ ولو بقرينة السياق ـ من ارادة الاحتياط كطريق للحفاظ على ملاكات الواقع ، بل من يقرأ روايات الاحتياط الكثيرة في جامع احاديث الشيعة ينصرف ذهنه فيها إلى ارادته كطريق للحفاظ على الاحكام الواقعية ولو بقرينة سياقها.