ومنها : قوله تعالى : (وما كان الله ليضلّ قوما بعد إذ هداهم حتّى يبيّن لهم مّا يتّقون إنّ الله بكلّ شيء عليم (١١٥) (١).)
وتقريب الاستدلال (*) كما (٢) تقدّم في الحلقة السابقة ، وما يتّقى
__________________
(١) التوبة / ١١٥
(٢) «كم» خبر ل «تقريب»
__________________
(*) نظرة في تفسير هذه الآية المباركة :
قال في مجمع البيان : قيل مات قوم من المسلمين على الاسلام قبل أن تنزل الفرائض فقال المسلمون : يا رسول الله اخواننا الذين ماتوا قبل الفرائض ما منزلتهم؟ فنزل (وما كان الله ليضلّ قوما ..) الآية ، عن الحسن. وعن الكلبي قال : لما نسخت بعض الشرائع كجهة القبلة بقي من لم يعلم بالنسخ من الناس على عملهم بالأمر الأوّل ومات بعضهم على الأمر الاوّل ، فسئل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم عن ذلك ، فأنزل الله الآية ، وبيّن أنّه لا يعذّب هؤلاء على التوجه إلى القبلة الأولى حتى يسمعوا بالنسخ ولا يعملوا بالناسخ فحينئذ يعذّبهم (انتهى كلامه رفع مقامه).
ولاضلال الله عدّة معان ،
(منها) بمعنى أضاع كما في قوله تعالى (الذين كفروا وصدّوا عن سبيل الله أضلّ أعمالهم) ، (والذين كفروا فتعسا لهم واضلّ أعمالهم)(والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضلّ أعمالهم).
(ومنها) بمعنى يضلّهم عن الصواب كقوله تعالى (أتريدون أن تهدوا من أضلّ الله) و (من يضلل الله فلا هادي له ويذرهم في طغيانهم يعمهون) و (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضلّه الله على علم) وقوله تعالى (قل إنّ الله يضلّ من يشاء ويهدى اليه من أناب) وقوله (إن تحرص على هداهم فانّ الله لا يهدي من يضلّ) ، وهذا المعنى قريب من المعنى الاوّل.
. وقيل ان (منها) بمعنى يحكم باضلالهم ولم اجد لها شاهدا من القرآن الكريم ، بل هي