الْبَيْهَقِيُّ لَمْ أَكْتُبْهُ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ
وَقَدْ رَوَى الْبَيْهَقِيُّ فِي كِتَابِهِ الْمُصَنَّفِ فِي فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ يَرْفَعُهُ بِسَنَدِهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه وسلم أَنَّهُ قَالَ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى آدَمَ فِي عِلْمِهِ وَإِلَى نُوحٍ فِي تَقْوَاهُ وَإِلَى إِبْرَاهِيمَ فِي حِلْمِهِ (١) وَإِلَى مُوسَى فِي هَيْبَتِهِ وَإِلَى عِيسَى فِي عِبَادَتِهِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ علیهما السلام
فقد ثبت لعلي علیهما السلام ما ثبت لهم علیهما السلام من هذه الصفات المحمودة واجتمع فيه ما تفرق في غيره
تركت فيك المنى مفرقة |
|
وأنت منها بمجمع الطرق |
وَمِنْهُ عَنْ عَلِيٍّ علیهما السلام قَالَ بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه وسلم إِلَى الْيَمَنِ فَقُلْتُ تَبْعَثُنِي وَأَنَا شَابٌّ أَقْضِي بَيْنَهُمْ وَلَا أَدْرِي (٢) مَا الْقَضَاءُ فَضَرَبَ فِي صَدْرِي وَقَالَ اللهُمَّ اهْدِ قَلْبَهُ وَثَبِّتْ لِسَانَهُ قَالَ فَوَ الَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ مَا شَكَكْتُ بَعْدُ فِي قَضَاءٍ بَيْنَ اثْنَيْنِ وَقَدْ ذَكَرَهُ النَّسَائِيُّ وَسَاقَهُ فِي صَحِيحِهِ وَقَدْ ذَكَرَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ : قَالَ عَلِيٌّ علیهما السلام بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه وسلم إِلَى الْيَمَنِ وَأَنَا حَدَثُ السِّنِّ (٣) قَالَ قُلْتُ تَبْعَثُنِي إِلَى قَوْمٍ يَكُونُ بَيْنَهُمْ أَحْدَاثٌ وَلَا عِلْمَ لِي بِالْقَضَاءِ قَالَ صلی الله علیه وسلم إِنَّ اللهَ سَيَهْدِي لِسَانَكَ وَيُثَبِّتُ قَلْبَكَ فَمَا شَكَكْتُ فِي قَضَاءٍ بَيْنَ اثْنَيْنِ بَعْدُ
وَمِنَ الْمَنَاقِبِ عَنْ عَلِيٍّ علیهما السلام قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ أَوْصِنِي فَقَالَ قُلْ رَبِّي اللهُ ثُمَّ اسْتَقِمْ فَقُلْتُهَا وَزِدْتُ (وَما تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ) فَقَالَ لِيَهْنِئْكَ الْعِلْمَ يَا أَبَا الْحَسَنِ لَقَدْ شَرِبْتَ الْعِلْمَ شُرْباً وَنَهِلْتَهُ نَهَلاً وهو الشرب الأول وقد ذكرته قبل.
وَمِنْهُ عَنْ أَبِي بُرَيْدَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه وسلم لِكُلِّ نَبِيٍّ وَصِيٌّ وَوَارِثٌ وَإِنَّ عَلِيّاً وَصِيِّي وَوَارِثِي.
وَمِنَ الْمَنَاقِبِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه وسلم يَا أَنَسُ اسْكُبْ لِي وَضُوءاً ثُمَ
________________
(١) وفي بعض النسخ «فتواه» بدل «تقواه» و «حكمه» مكان «حلمه».
(٢) وفي نسخة «وما أدرى».
(٣) وفي نسخة حديث الحسن.
(٤) سكب الماء:صبه.