وَقُبِضَ الْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ ره وَلَهُ خَمْسٌ وَثَلَاثُونَ سَنَةً وَأَخُوهُ زَيْدُ بْنُ الْحَسَنِ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ حَيٌّ وَوَصَّى إِلَى أَخِيهِ مِنْ أُمِّهِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ رَحِمَهُ اللهُ.
وَلَمَّا مَاتَ الْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ ضَرَبَتْ زَوْجَتُهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ الْحُسَيْنِ علیهما السلام عَلَى قَبْرِهِ فُسْطَاطاً وَكَانَتْ تَقُومُ اللَّيْلَ وَتَصُومُ بِالنَّهَارِ وَكَانَتْ تُشْبِهُ بِالْحُورِ الْعِينِ لِجَمَالِهَا فَلَمَّا كَانَ رَأْسُ السَّنَةِ قَالَتْ لِمَوَالِيهَا إِذَا أَظْلَمَ اللَّيْلُ فَقَوِّضُوا هَذَا الْفُسْطَاطَ (١) فَلَمَّا أَظْلَمَ اللَّيْلُ سَمِعَتْ قَائِلاً يَقُولُ هَلْ وَجَدُوا مَنْ فَقَدُوا فَأَجَابَهُ آخَرُ بَلْ يَئِسُوا فَانْقَلَبُوا.
ومضى الحسن بن الحسن ولم يدع الإمامة ولا ادعاها له مدع كما وصفناه من حال أخيه زيد رحمة الله عليهما.
وَأَمَّا عَمْرٌو وَالْقَاسِمُ وَعَبْدُ اللهِ بَنُو الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ علیهما السلام فَإِنَّهُمْ اسْتُشْهِدُوا بَيْنَ يَدَيْ عَمِّهِمُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ علیهما السلام بِالطَّفِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَأَرْضَاهُمْ وَأَحْسَنَ عَنِ الدِّينِ وَالْإِسْلَامِ وَأَهْلِهِ جَزَاهُمْ.
وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ خَرَجَ مَعَ عَمِّهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ صلی الله علیه وسلم إِلَى الْحَجِّ فَتُوُفِّيَ بِالْأَبْوَاءِ (٢) وَهُوَ مُحْرِمٌ.
والحسين بن الحسن المعروف بالأثرم كان له فضل ولم يكن له ذكر في ذلك.
وطلحة بن الحسن كان جوادا انتهى كلام الشيخ المفيد.
وَقَالَ الْحَافِظُ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْأَخْضَرِ الْجَنَابِذِيُ وُلْدُ الْحَسَنِ الذُّكُورُ حَسَنٌ وَزَيْدٌ وَمُحَمَّدٌ وَعَمْرٌو وَعَبْدُ اللهِ وَالْقَاسِمُ وَأَبُو بَكْرٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ وَحُسَيْنٌ وَمُحَمَّدٌ وَعَبْدُ اللهِ وَطَلْحَةُ وَمِنَ النِّسَاءِ تُمَاضِرُ وَأُمُّ الْحَسَنِ وَأُمُّ الْخَيْرِ وَأُمُّ عَبْدِ اللهِ وَأُمُّ سَلَمَةَ والذي أراه أن في هذه الأسماء تكريرا وأظنه من الناسخ و
________________
(١) التقويض : نزع الأعواد والاطناب.
(٢) الأبواء : موضع بين الحرمين بينها وبين الجحفة ممّا يلي المدينة ثلاثة وعشرون ميلا وبه قبر آمنة بنت وهب أم النبيّ صلّى اللّه عليه وآله أيضا سميت بالابواء لتبوء السيول ونزوله فيه وقيل سميت بذلك لما فيه من الوباء وقيل غير ذلك.