رجلا فمات في العقوبة فخرج هاربا وتوحش ودخل إلى غار وطال شعره قال وحج علي بن الحسين ع فقيل له هل لك في الزهري قال إن لي فيه قال أبو العباس هكذا كلام العرب إن لي فيه لا يقال غيره قال فدخل عليه فقال له إني أخاف عليك من قنوطك ما لا أخاف عليك من ذنبك فابعث بدية مسلمة إلى أهله واخرج إلى أهلك ومعالم دينك قال فقال له فرجت عني يا سيدي والله أعلم حيث يجعل رسالاته.
وكان الزهري (١) بعد ذلك يقول ينادي مناد في القيامة ليقم سيد العابدين في زمانه فيقوم علي بن الحسين صلى الله عليهما.
وقال أبو سيعد منصور بن الحسن الآبي في كتاب نثر الدرر علي بن الحسين زين العابدين ع نظر إلى سائل يبكي فقال لو إن الدنيا كانت في كف هذا ثم سقطت منه ما كان ينبغي له أن يبكي.
وسئل ع لم أوتم النبي من أبويه فقال لئلا يوجب عليه حق لمخلوق.
وقال لابنه يا بني إياك ومعاداة الرجال فإنه لم يعدمك مكر حليم أو مفاجاة لئيم.
وسقط له ابن في بئر فتفزع أهل المدينة لذلك حتى أخرجوه وكان قائما
__________________
(١) وهو محمّد بن مسلم بن عبيد اللّه بن شهاب الزهري وكان من المنحرفين عن علي وأبنائه (ع) على ما يظهر من كتب الرجال ، نقل في تنقيح المقال عن شرح النهج لابن أبي الحديد عن محمّد بن شيبة قال شهدت الزهري وعروة بن الزبير في مسجد النبيّ صلّى اللّه عليه وآله جالسان يذكران عليّا عليه السلام ونالا منه فبلغ ذلك عليّ بن الحسين (ع) فجاء حتّى وقف عليهما فقال : اما أنت يا عروة فان أبى حاكم أباك إلى اللّه فحكم لأبي على أبيك ، وأمّا أنت يا زهرى فلو كنت بمكّة لا ريتك كرامتك «هذا» وقد قالوا إنه كان عاملا لبني أميّة منذ خمسين سنة ويتقلب في دنياهم إلى إلى أن جعله هشام بن عبد الملك معلم أولاده وأمره أن يملى على أولاده أحاديث فأملى عليهم أربعمائة حديث وقد صار إلى ما أعد اللّه له في سنة ١٢٣. وهو ابن ٧٢ سنة.