يصلي فما زال عن محرابه فقيل له في ذلك فقال ما شعرت إني كنت أناجي ربا عظيما.
وكان له ابن عم يأتيه بالليل متنكرا فيناوله شيئا من الدنانير فيقول لكن علي بن الحسين لا يواصلني لا جزاه الله عني خيرا فيسمع ذلك ويتحمله ويصبر عليه ولا يعرفه بنفسه فلما مات علي بن الحسين ع فقدها فحينئذ علم أنه هو كان فجاء إلى قبره وبكى عليه.
وكان يقال له ابن الخيرتين لقول رسول الله ص إن لله من عباده خيرتين فخيرته من العرب قريش ومن العجم فارس وكانت أمه بنت كسرى وبلغه ع قول نافع بن جبير في معاوية حيث قال كان يسكته الحلم وينطقه العلم فقال كذب بل كان يسكته الحصر وينطقه البتر (١).
وقيل له من أعظم الناس خطرا (٢) قال من لم ير الدنيا خطرا لنفسه.
قال وروى لنا الصاحب رحمهالله عن أبي محمد الجعفري عن أبيه عن عمه عن جعفر عن أبيه ع قال قال رجل لعلي بن الحسين ما أشد بغض قريش لأبيك قال لأنه أورد أولهم النار وألزم آخرهم العار قال ثم جرى ذكر المعاصي فقال عجبت لمن يحتمي من الطعام لمضرته ولا يحتمي من الذنب لمعرته (٣).
وقيل له يوما كيف أصبحت قال أصبحنا خائفين برسول الله وأصبح جميع أهل الإسلام آمنين به.
وقال ابن الأعرابي لما وجه يزيد بن معاوية عسكره لاستباحة أهل المدينة ضم علي بن الحسين ع إلى نفسه أربعمائة منافية يعولهن إلى أن تفرق جيش مسرف بن عقبة وقد حكي عنه مثل ذلك عند إخراج ابن الزبير بني أمية من الحجاز.
__________________
(١) البطر : الطغيان والتجبر.
(٢) الخطر ـ محركة ـ : الشرف وارتفاع القدر.
(٣) المعرة : المساءة والاثم والأذى.