وابن الخيرتين والكريم الطرفين قرار القلب وقرة العين علي بن الحسين وما أدراك ما علي بن الحسين الأواه الأواب العامل بالسنة والكتاب الناطق بالصواب ملازم المحراب المؤثر على نفسه المرتفع في درجات المعارف فيومه يفوق على أمسه المتفرد بمعارفه الذي فضل الخلائق بتليده وطارفه وحكم في الشرف فتسنم ذروته وخطر في مطارفه وأعجز بما حواه من طيب المولد وكرم المحتد وزكاء الأرومة وطهارة الجرثومة عجز عنه لسان واصفه وتفرد في خلواته بمناجاته فتعجب الملائكة من مواقفه وأجرى مدامعه خوف ربه فأربى على هامي الصوب وواكفه فانظر أيدك الله في أخباره والمح بعين الاعتبار عجائب آثاره وفكر في زهده وتعبده وخشوعه وتهجده ودءوبه في صلاته وأدعيته في أوقات مناجاته واستمراره على ملازمة عباداته وإيثاره وصدقاته وعطاياه وصلاته وتوسلاته التي تدل مع فصاحته وبلاغته على خشوعه لربه وضراعته ووقوفه موقف العصاة مع شدة طاعته واعترافه بالذنوب على براءة ساحته وبكائه ونحيبه وخفوق قلبه من خشية الله ووجيبه وانتصابه وقد أرخى الليل سدوله وجر على الأرض ذيوله مناجيا ربه تقدست أسماؤه مخاطبا له تعالى ملازما بابه عزوجل مصورا نفسه بين يديه معرضا عن كل شيء مقبلا عليه قد انسلخ من الدنيا الدنية وتعرى من الجثة البشرية فجسمه ساجد في الثرى وروحه متعلقة بالملإ الأعلى يتملل إذا مرت به آية من آيات الوعيد حتى كأنه المقصود بها وهو عنها بعيد تجد أمورا عجيبة وأحوالا غريبة ونفسا من الله سبحانه وتعالى قريبة وتعلم يقينا لا شك فيه ولا ارتياب وتعرف معرفة من قد كشف له الحجاب وفتحت له الأبواب أن هذه الثمرة من تلك الشجرة كما أن الواحد جزء العشرة وأن هذه النطفة العذبة من ذلك المعين الكريم وأن هذا الحديث من ذلك القديم وأن هذه الدرة من ذلك البحر الزاخر وأن هذا النجم من ذلك القمر الباهر وأن هذا الفرع النابت من ذلك الأصل الثابت وأن هذه النتيجة من هذه المقدمة وأنه ع خليفة محمد وعلي والحسن والحسين وفاطمة المكرمة المعظمة هذا أصله الطاهر.