وأما فرعه فما أشبه الأول بالآخر فهم ع مشكاة الأنوار وسادة الأخيار والأمناء الأبرار والأتقياء الأطهار كل واحد منهم في زمانه علم يهتدي به من وفقه الله وسدده وأمده بعنايته وعضده وهداه إلى سبيله وأرشده وأنجده بلطفه وأيده وعلي بن الحسين ع دوحتهم التي منها تتشعب أغصانهم وإرم بني الحسين فمنه بسقت أفنانهم ولساني يقصر في هذا المقام عن عد مفاخره ووصف فضله وعبارتي تعجز عن النهوض بما يكون كفاء لشرفه ونبله وكيف لمثلي أن يقوم بواجب نعت مثله وأين الثريا والثرى وإنما يقدر على وصفه من كان يرى ما يرى لكني أقول على قدر علمي لا على قدره ونيتي أبلغ من قولي عند ذكره وقد قلت أبياتا في مدحه ولا لائمة على من قال بعد إيضاح عذره.
مديح علي بن الحسين فريضة |
|
علي لأني من أقل عبيده |
إمام هدى فاق البرية كلها |
|
بأبنائه خير الورى وجدوده |
فطارفه في فضله وعلائه |
|
وسؤدده من مجده كتليده (١) |
له شرف فوق النجوم محله |
|
أقر به حتى لسان حسوده |
ونعمى يد لو قيس بالغيث بعضها |
|
تبينت بخلا في السحاب وجوده |
وأصل كريم طاب فرعا فأصبحت |
|
تحار العقول من نضارة عوده |
ونفس برأها الله من نور قدسه |
|
فأدركت المكنون قبل وجوده |
جرى فونى عن جريه كل سابق |
|
وقصر عن هادي الفعال رشيده (٢) |
وأحرز أشتات العلى بمآثر |
|
بدا مجدها في وعده ووعيده |
من القوم لو جاراهم الغيث لانثنى |
|
حسيرا فلم تسمع زئير رعوده (٣) |
هم النفر العز الكرام الذي بهم |
|
ورى زند دين الله بعد صلوده (٤) |
__________________
(١) الطارف : المال الحديث أو المستحدث ويقابله التليد.
(٢) ونى : فتر وضعف وكل وأعيا.
(٣) جاراه : جرى معه. والزئير : صوت الأسد. واستعاره للهزيم اي صوت الرعد.
(٤) ورى الزند : خرجت ناره ضد صلا. والزند ـ : كفلس ـ : العود الأعلى الذي يقتدح به النار.