وقال لهم. يا أهل الكوفة قبحا لكم وتعسا حين استصرختمونا والهين فأتيناكم موجفين (١) فشحذتم علينا سيفا كان في أيماننا وحششتم علينا نارا (٢) نحن أضرمناها على أعدائكم وأعدائنا فأصبحتم ألبا (٣) على أوليائكم ويدا لأعدائكم من غير عدل أفشوه فيكم ولا ذنب كان منا إليكم فلكم الويلات هلا إذ كرهتمونا (٤) والسيف ما شيم والجأش ما طاش والرأي لم يستحصد ولكنكم أسرعتم إلى بيعتنا إسراع الدنيا وتهافتم إليها كتهافت الفراش ثم نقضتموها سفها وضلة وطاعة لطواغيت الأمة وبقية الأحزاب ونبذ الكتاب ثم أنتم هؤلاء تتخاذلون عنا وتقتلونا (أَلا لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ). ثم حرك إليهم فرسه وسيفه مصلت في يده وهو آيس من نفسه عازم على الموت وقال هذه الأبيات.
أنا بن علي الخير من آل هاشم |
|
كفاني بهذا مفخر حين أفخر |
وجدي رسول الله أكرم من مشى |
|
ونحن سراج الله في الخلق تزهر |
وفاطمة أمي سلالة أحمد |
|
وعمي يدعى ذا الجناحين جعفر |
وفينا كتاب الله أنزل صادقا |
|
وفينا الهدى والوحي والخير يذكر |
ونحن ولاة الحوض نسقي محبنا (٦) |
|
بكأس رسول الله ما ليس ينكر |
وشيعتنا في الناس أكرم شيعة |
|
ومبغضنا يوم القيامة يخسر |
ثم دعا الناس إلى البراز فلم يزل يقاتل ويقتل من برز إليه منهم من عيون
__________________
(١) أي مسرعين.
(٢) حش النار : أوقدها.
(٣) الالب ـ بالكسر والفتح لغة ـ : القوم يجتمعون على عداوة الإنسان.
(٤) وفي بعض النسخ «تركتمونا» مكان «كرهتمونا».
(٥) شام السيف شيما : أغمده. استله. (ضد) والجاش : رواع القلب إذا اضطرب عند الفزع. والطيش : الخفة. واستحصد الامر. استحكم.
(٦) وفي بعض النسخ «ونحن ولاة الأرض نسقى ولاتنا».