على حماره.
قال أفقر عباد الله تعالى إلى رحمته جامع هذا الكتاب أثابه الله في هذا الكلام وأمثاله من أقوال الغلاة وإن كانت باطلة دلالة على علو شأن الأئمة ع وإتيانهم بالخوارق للعادات وإخبارهم بالأمور المغيبات وتفننهم في إبراز الكرامات والمعجزات فإنهم يرونها منهم مشاهدة وعيانا مرة بعد أخرى ويصادف ذلك أذهانهم وفيها قصور في النظر وضعف في التمييز فيعتقدون هذا الاعتقاد الفاسد المذموم نعوذ بالله تعالى كما جرى للنصارى فإنهم نظروا إلى المسيح عليه أفضل الصلاة والسلام وما يجيء به من الخوارق كإحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص وإطعام الجمع الكثير الطعام القليل وغير ذلك من معجزاته ع فاعتقدوه ربا واتخذوه إلها تعالى الله وتقدس فنظروا جانبا وأهملوا النظر في جانب لضعف تمييزهم فإنهم لو فكروا في أنه ولد من امرأة وأنه كان صغيرا فتنقل في أطوار الخلقة وأنه كان يأكل ويشرب ويبول ويغوط وينام ويسهر ويصح ويسقم ويخاف ويحذر وأنه صلب على زعمهم وأنه كان يصلي ويصوم ويجتهد في العبادة والخضوع لعلموا أن هذه الصفات منافية لصفات الملك فضلا عن الله رب العالمين الذي (لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ) الذي (يُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ) تعالى الله عما يقول الظالمون والجاحدون علوا كبيرا والمعبود كيف يعبد والموجود كيف يجحد ولنفي هذا الاحتمال قال الله تعالى (قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ) لئلا تحملهم ما يرونه من معجزاته وآياته على مثل ما يتخيله النصارى نعوذ بالله تعالى ونسأله العصمة وحسن الخاتمة بمنه ورحمته.
وعن أبي حمزة قال دخلت على أبي عبد الله وهو متخل فدخلت فقعدت في جانب البيت فقال لي إن نفسك لتحدثك بشيء وتقول لك إنك مفرط في حبنا أهل البيت وليس هو كما تقول إن المؤمن ليلقى أخاه فيصافحه فيقبل الله عليهما بوجهه وتتحات الذنوب عنهما حتى يفترقا.
وعن أبي بكر الحضرمي قال ذكرنا أمر زيد وخروجه عند أبي عبد الله