تصحبنا لتنصحنا فأجابه ع من أراد الدنيا لا ينصحك ومن أراد الآخرة لا يصحبك فقال المنصور والله لقد ميز عندي منازل الناس من يريد الدنيا ممن يريد الآخرة وأنه ممن يريد الآخرة لا الدنيا
قال أفقر عباد الله تعالى إلى رحمته عبد الله علي بن عيسى عفا الله عنه :
مناقب الصادق ع فاضلة وصفاته في الشرف كاملة ومننه لأوليائه شاملة وبأغراضهم الأخروية كافلة وغرر شرفه وفضله على جبهات الأيام سائلة والجنة لمواليه ومحبيه حاصلة وأندية المجد والعز بمفاخره ومآثره آهلة صاحب الإمرة والزعامة مركز دائرة الرسالة والإمامة له إلى جهة الآباء محمد المصطفى وإلى جهة الأبناء المهدي وكفى به خلفا فذاك موضح المحجة وهذا الخلف الحجة وحسبك به شرفا فهو الواسطة بين المحمدين العالم بأسرار النشأتين المنعوت بالكريم الطرفين جرى على سنن آبائه الكرام وأخذ بهداهم عليه وعليهمالسلام ووقف نفسه الشريفة على العبادة وحبسها على الطاعة والزهادة واشتغل بأوراده وتهجده وصلاته وتعبده لو طاوله الفلك لتزحزح عن مكانه وعاقه شيء عن دورانه ولو جاراه البحر لنطقت بقصوره ألسنة حيتانه ولو فاخره الملك لأذعن لعلو شأنه وسمو مكانه ابن سيد ولد آدم وابن سيد العرب الماجد الذي يملأ الدلو إلى عقد الكرب الجواد الذي صابت راحتاه بالنضار والغرب السيد بن السادة الأطهار الإمام أبو الأئمة الأخيار الخليفة وكلهم خلفاء أبرار كشاف أسرار العلوم الهادي إلى معرفة الحي القيوم صاحب المقام والمقال فارس الجلاد والجدال الفارق بين الحلال والحرام المتصدق حتى بقوت العيال السابق في حلبات الفضل والإفضال الجاري على منهاج إله فنعم الجاري ونعم الآل الكاشف لحقائق التنزيل الواقف على دقائق التأويل العارف لله تعالى بالبرهان والدليل الصائم في النهار الشامس القائم في الليل الطويل بحر الحكم ومصباح الظلم الأشهر من نار على علم البالغ الغاية في كرم الأخلاق والشيم الناظر إلى الغيب من وراء ستر المخاطب في باطنه بما كان من سر الملقى في روعة ما تجدد من أمر وارث آبائه الكرام ومورث أبنائه عليهم أفضل السلام سلسلة