عصيتك بيدي ولو شئت وعزتك لكنعتني (١) وعصيتك بفرجي ولو شئت وعزتك لأعقمتني وعصيتك برجلي ولو شئت وعزتك لجذمتني وعصيتك بجميع جوارحي التي أنعمت بها علي ولم يكن هذا جزاك مني بخط عميد الرؤساء لعقمتني والمعروف عقمت المرأة وعقمت وأعقمها الله فكنت أفكر في معناه وأقول كيف يتنزل على ما تعتقده الشيعة من القول بالعصمة وما اتضح لي ما يدفع التردد الذي يوجبه فاجتمعت بالسيد السعيد النقيب رضي الدين أبي الحسن علي بن موسى بن طاوس العلوي الحسيني رحمهالله وألحقه بسلفه الطاهر فذكرت له ذلك فقال إن الوزير السعيد مؤيد الدين العلقمي رحمهالله تعالى سألني عنه فقلت كان يقول هذا ليعلم الناس ثم إني فكرت بعد ذلك فقلت هذا كان يقوله في سجدته في الليل وليس عنده من يعلمه.
ثم إنه سألني عنه السعيد الوزير مؤيد الدين محمد بن العلقمي رحمهالله فأخبرته بالسؤال الأول والذي قلت والذي أوردته عليه وقلت ما بقي إلا أن يكون يقوله على سبيل التواضع وما هذا معناه فلم تقع مني هذه الأقوال بموقع ولا حلت من قلبي في موضع ومات السيد رضي الدين رحمهالله فهداني الله إلى معناه ووفقني على فحواه فكان الوقوف عليه والعلم به وكشف حجابه بعد السنين المتطاولة والأحوال المحرمة والأدوار المكررة من كرامات الإمام موسى بن جعفر ع ومعجزاته ولتصح نسبة العصمة إليه ع وتصدق على آبائه وأبنائه البررة الكرام وتزول الشبهة التي عرضت من ظاهر هذا الكلام.
وتقريره أن الأنبياء والأئمة ع تكون أوقاتهم مشغولة بالله تعالى وقلوبهم مملوة به وخواطرهم متعلقة بالملإ الأعلى وهم أبدا في المراقبة. كما قال ع اعبد الله كأنك تراه فإن لم تره فإنه يراك فهم أبدا متوجهون إليه ومقبلون بكلهم عليه فمتى انحطوا عن تلك الرتبة العالية والمنزلة الرفيعة إلى الإشتغال بالمأكل والمشرب والتفرغ إلى النكاح وغيره من المباحات عدوه ذنبا
__________________
(١) كنع يده بتشديد النون ـ اشلها وايبسها.