واعتقدوه خطيئة واستغفروا منه ألا ترى أن بعض عبيد أبناء الدنيا لو قعد وأكل وشرب ونكح وهو يعلم أنه بمرأى من سيده ومسمع لكان ملوما عند الناس ومقصرا فيما يجب عليه من خدمة سيده ومالكه فما ظنك بسيد السادات وملك الأملاك.
وإلى هذا أشار ع. إنه ليران على قلبي وإني لأستغفر بالنهار سبعين مرة ولفظة السبعين إنما هي لعد الاستغفار لا إلى الرين وقوله حسنات الأبرار سيئات المقربين ونظيره إيضاحا من لفظة ليكون أبلغ من التأويل ويظهر من قوله أعقمتني والعقيم الذي لا يولد له والذي يولد من السفاح لا يكون ولدا فقد بان بهذا أنه كان يعد اشتغاله في وقت ما بما هو ضرورة للأبدان معصية يستغفر الله منها وعلى هذا فقس البواقي وكلما يرد عليك من أمثالها. (١)
__________________
(١) وهناك كلام آخر في تصحيح أمثال هذا الدعاء ممّا ورد عنهم عليهم السلام قد استفدته من بعض الأساتيذ دامت بركاته العالية وهو وان لم تكن في المتانة والقوّة بمثابة ما ذكره المؤلّف (ره) لكن لا باس بذكره ولا يخلو عن الفائدة.
تقريره : ان للعبادة مقامات ولكن مقام لذة للعابد لا تدرك تلك اللذة بالوصف والبيان بل لا بدّ لطالب دركها الوقوف دونه أو الدخول فيه وهذا نظير توصيف حديقة ذات أشجار كثيرة بأن فيها ما تشتهيه الا نفس وتلذ الا عين ، من أنواع الفواكه والثمار والأنهار والأزهار ، فإنه لا توجد في نفس المستمع الا صوره خيالية من الحديقة قوامها في الوجود بتوجه النفس وانعدامها بقطع ذلك التوجه ، وهذا وهو ان لكل مرتبة من مراتب الوجود خصوصية وحالة لا تدرك الا بالدخول في تلك المرتبة ولا توجد كمالها الا بعد الوصول إلى تلك الحالة وذلك مثل التفرج في البساتين والمزارع في أول الربيع فإنه قد يدرك بالتوصيف والبيان شعرا ونثرا من متكلم فصيح فيمكن له توصيفها بحيث يرى المستمع نفسه في وسط تلك البستان الخيالي مثلا ولكن ليست الا أوصاف تنتقش منها صورة خيالية يكون قوامها في الوجود. بتوجه النفس وانعدامها بقطع ذلك التوجه ، واما الدرك الحقيقي فهو لا يوجد الا لمن دخل تلك البساتين *