ثم ملك المستعين وهو أحمد بن محمد بن المعتصم سنتين وتسعة أشهر ثم ملك المعتز وهو الزبير بن المتوكل ثماني سنين وستة أشهر وفي آخر ملكه استشهد ولي الله علي بن محمد ع ودفن في داره بسر من رأى.
الفصل الثاني في طرف من النص الدال على إمامته ع.
وذكر أخبارا قد تقدمت تتضمن النص من أبيه ع وقال والأخبار في هذا الباب كثيرة وفي إجماع العصابة على إمامته وعدم من يدعيها لغيره غنى عن إيراد الأخبار في ذلك وضرورة أئمتنا ع في هذه الأزمنة في خوفهم من أعدائهم وتقيتهم أحوجت شيعتهم في معرفة نصوصهم على من بعدهم إلى ما ذكرنا من الاستخراج حتى أن أوكد الوجوه عندهم في ذلك دلائل العقول الموجبة للإمامة وما اقترن إلى ذلك من حصولها لولد الحسن ع وفساد أقوال ذوي النحل الباطلة وبالله التوفيق.
الفصل الثالث في ذكر طرف من دلائله ع ومعجزاته وبيناته قد ذكر في هذا الفصل شيئا مما أوردته وأنا أذكر من قوله ما انفرد بروايته.
فمنها قال أبو هاشم الجعفري كنت بالمدينة حين مر بها بغاء أيام الواثق في طلب الأعراب فقال أبو الحسن ع اخرجوا بنا حتى ننظر إلى تعبئة هذا التركي فخرجنا فمر بنا تعبيته ومر بنا تركي فكلمه أبو الحسن بالتركية فنزل عن فرسه وقبل حافر دابته قال فقلت للتركي ما قال لك قال أنبي هو قلت لا قال دعاني باسم سميت أمي به في صغري في بلاد الترك ما علمه أحد إلى الساعة.
وعنه قال دخلت إلى أبي الحسن ع فكلمني بالهندية فلم أحسن أن أرد عليه وكان بين يديه حصا فأخذ حصاة وتركها في فمه ومصها ثلاث مصات ودفعها إلي فوضعتها في فمي فو الله ما برحت من عنده حتى تكلمت بثلاثة وسبعين لسانا أولها الهندية.
وعنه قال خرجت معه ع إلى ظاهر سر من رأى يتلقى بعض الطالبيين