المهدي المشار إليه في الأحاديث المذكورة ومع هذا الاحتمال والإمكان كيف يبقى دليلكم مختصا بالحجة المذكور ع.
فالجواب أنكم إذا اعترفتم أنه إلى وقت ولادة الخلف الصالح وإلى زماننا هذا لم يوجد من جمع تلك الصفات والعلامات بأسرها سواه فيكفي ذلك في ثبوت تلك الأحكام له عملا بالدلالة الموجودة في حقه وما ذكرتموه من احتمال أن يتجدد مستقبلا في العترة الطاهرة من يكون بتلك الصفات لا يكون قادحا في أعمال الدلالة ولا مانعا من ترتب حكمها عليها فإن دلالة الدليل راجحة لظهورها واحتمال تجدد ما يعارضها مرجوح ولا يجوز ترك الراجح بالمرجوح فإنه لو جوزنا ذلك لامتنع العمل بأكثر الأدلة المثبتة للأحكام إذ ما من دليل إلا واحتمال تجدد ما يعارضه متطرق إليه ولم يمنع ذلك من العمل به وفاقا.
والذي يوضح ذلك ويؤكده أن رسول الله ص فيما أورده الإمام مسلم بن الحجاج رضي الله عنه في صحيحه يرفعه بسنده قال لعمر بن الخطاب رضي الله عنه يأتي عليك من أمداد أهل اليمن أويس بن عامر بن مراد ثم من قرن كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم له والدة هو بها بر لو أقسم على الله لأبر قسمه فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل فالنبي ص ذكر اسمه ونسبه وصفته وجعل ذلك علامة ودلالة على أن المسمى بذلك الاسم المتصف بتلك الصفات لو أقسم على الله لأبر قسمه وأنه أهل لطلب الاستغفار منه وهذه منزلة عالية ومقام عند الله تعالى عظيم ولم يزل عمر رضي الله عنه بعد وفاة النبي ص وبعد وفاة أبي بكر رضي الله عنه يسأل أمداد أهل اليمن عن الموصوف بذلك حتى قدم وفد من اليمن فسألهم فأخبر بشخص متصف بذلك فلم يتوقف عمر رضي الله عنه في العمل بتلك العلامة والدلالة التي ذكرها رسول الله ص بل بادر إلى العمل بها واجتمع به وسأله الاستغفار وجزم بأنه المشار إليه بالحديث النبوي لما علم تلك الصفات فيه مع وجود احتمال أن يتجدد في وفود اليمن مستقبلا من يكون بتلك الصفات فإن قبيلة مراد كثيرة والتولد فيها كثير وعين ما ذكرتموه من الاحتمال موجود.