كلام العرب فإذا وضح ما ذكرنا من الأمرين فاعلم أيدك الله بتوفيقه أن النبي ص كان له سبطان أبو محمد الحسن وأبو عبد الله الحسين ع ولما كان الحجة الخلف الصالح ع من ولد أبي عبد الله وكانت كنية الحسين أبا عبد الله فأطلق النبي ص على الكنية لفظة الاسم لأجل المقابلة بالاسم في حق أبيه وأطلق على الجد لفظة الأب فكأنه ع قال يواطئ اسمه اسمي فأنا محمد وهو محمد وكنية جده اسم أبي إذ هو أبو عبد الله وأبي عبد الله لتكون تلك الألفاظ المختصرة جامعة لتعريف صفاته وإعلام أنه من ولد أبي عبد الله الحسين بطريق جامع موجز فحينئذ تنتظم الصفات وتوجد بأسرها مجتمعة للحجة الخلف الصالح محمد ع وهذا بيان شاف كاف في إزالة ذلك الإشكال فافهمه. (١)
قلت رحم الله الشيخ كمال الدين وأثابه الجنة بحثه أولا مع قوم يشاهدون الإمام ع فينكرونه ويدفعون العلائم والدلالات التي وصف بها ولا يحتاج إلى البحث مع هؤلاء فإنهم إذا رأوه وشاهدوه كان هو ع قيما بإثبات حجته دالا لهم على اقتفاء محجته وإنما البحث معهم في بقائه ووجوده ع فإنهم مجمعون أو أكثرهم على ظهوره ومختلفون في أنه ولد أو سيولد.
وجوابنا لمخالفينا إن القائلين بوجوده قائلون به فلا يحتاجون إلى دليل لما ثبت عندهم من نقل رجالهم عن أئمتهم ع وأما المنكرون لوجوده
__________________
(١) سيأتي عن الكنجي الشافعي كلام في هذا الحديث وان الترمذي قد ذكر الحديث في جامعه ولم يذكر : «واسم أبيه اسم أبى» وان أبا داود ذكره في معظم روايات الحفاظ والثقات من نقلة الاخبار «اسمه اسمى» فقط والذي روى «واسم أبيه اسم أبى» فهو زائدة وهو يزيد في الحديث ، ويأتي كلام المؤلّف (ره) أيضا بان أصحابنا الشيعة فلا يصححون هذا الحديث لما ثبت عندهم من اسمه واسم أبيه عليهما السلام ، واما الجمهور فقد نقلوا ان زائدة كان يزيد في الأحاديث فوجب المصير إلى أنه من زيادته ليكون جمعا بين الأقوال.