فقائلون بإمكانه فقد ترجح جانب الوجود وعبارة كمال الدين فيها طول.
وقال وأما ولده فلم يكن له ولد ليذكر وأما عمره ففي أيام المعتمد على الله خاف فاختفى إلى الآن فلم يمكن ذكر ذلك إذ من غاب وإن انقطع خبره لا توجب غيبته وانقطاع خبره الحكم بمقدار عمره ولا بانقضاء حياته وقدرة الله تعالى واسعة وحكمه وألطافه بعباده عظيمة عامة ولو رام عظماء العلماء أن يدركوا حقائق مقدوراته وكنه قدره لم يجدوا إلى ذلك سبيلا ولا تقلب طرف تطلعهم إليه حسيرا وحده كليلا وأملى عليهم لسان عجزهم عن الإحاطة به (وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً).
وليس ببدع ولا مستغرب تعمير بعض عباد الله الصالحين المخلصين ولا امتداد عمره إلى حين فقدمه الله أعمار جمع كثير من خلقه من أصفيائه وأوليائه ومن مطروديه وأعدائه فمن الأصفياء عيسى ع (١) ومنهم الخضر ع وخلق آخر من الأنبياء ع طالت أعمارهم حتى جاز كل واحد منهم ألف سنة أو قاربها كنوح ع وغيره.
وأما من الأعداء والمطرودين ـ فإبليس والدجال ومن غيرهم كعاد الأولى وكان منهم من يقارب عمره الألف وكذلك لقمان صاحب لبد وكل هذا البيان اتساع القدرة الربانية في تعمير بعض خلقه فأي مانع يمنع من امتداد عمر الخلف الصالح إلى أن
__________________
(١) في أن عيسى (ع) مات بعد ما رفعه اللّه تعالى ثمّ يحيى عند ظهور القائم (ع) وينزل من السماء ويصلى خلفه أو انه حي إلى الآن خلاف ، واستدلّ القائل بموته بقوله تعالى :«إِنِّي مُتَوَفِّيكَ»فان التوفى بمعنى الموت كقوله تعالى :«قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ»السجدة ١١. ورده القائل بعدم موته (ع) وكونه حيا إلى الآن بان التوفى في اللغة عبارة عن أخذ الشيء أخذا تاما ، واستعمل في الموت أيضا بهذه العناية واستشهد لقوله هذا بآيات عديدة وشواهد كثيرة يكون ايرادها خارجا عن وضع هذه التعليقة وكيف كان فقصة عيسى (ع) هذه اما دليل لما اعتقده الإماميّة في باب الرجعة ـ لو قلنا بموته (ع) ـ أو لرفع الاستبعاد عن طول عمر المهدى (ع) ـ لو قلنا بحياته (ع) ـ