وبأولاد الهداة إلى الحق |
|
أضاء المستبهم الديجور (١) |
سل حنينا عنه وبدرا فما |
|
يخبر عما سألت إلا الخبير |
إذ جلا هبوة الخطوب وللحرب |
|
زناد يشب منها سعير (٢) |
أسد ما له إذا استحفل الناس |
|
سوى رنة السلاح زئير (٣) |
ثابت الجأش لا يروعه الخطب |
|
ولا يعتريه فيه فتور (٤) |
أعرب السيف منه إذ أعجم |
|
الرمح لأن العدى لديه سطور |
عزمات أمضى من القدر |
|
المحتوم يجري بحكمه المقدور |
ومزايا مفاخر عطر الأفق |
|
شذاها ويخال فيها عبير (٥) |
وأحاديث سؤدد هي في الدنيا |
|
على رغم حاسديه تسير |
وترى المشركين يبغي رضاء |
|
الله تعالى وأنه موتور |
حسدوه على مآثر شتى |
|
وكفاهم حقدا عليه الغدير |
كتموا داء دخلهم وطووا كشحا |
|
وقالوا صرف الليالي يدور |
ورموا نجله الحسين بأحقاد |
|
تبوخ النيران وهي تفور |
لهف نفسي طول الزمان وينمي |
|
الحزن عندي إذا أتى عاشور |
لهف نفسي عليه لهف حزين |
|
ظل صرف الردي عليه يجود |
أسفا غير بالغ كنه ما |
|
أكفي وحزنا تضيق عنه الصدور |
يا لها وقعة لقد شمل |
|
الإسلام منها رزء جليل خطير |
ليث غاب تغيث فيه كلاب |
|
وعظيم سطا عليه حقير |
__________________
(١) ليل بهم : لا ضوء فيه إلى الصباح. والد يجور : الظلام.
(٢) الزناد جمع الزند : العود الأعلى الذي يقتدح به النار.
(٣) احتفل القوم : اجتمعوا وفي بعض النسخ «استفحل» بتقديم الفاء على الحاء ومعناه ظاهر. الرنة : صوت السلاح أو الصوت مطلقا. والزئير : صوت الأسد.
(٤) الجأش : رواع القلب إذا اضطرب عند الفزع.
(٥) شذى الرجل : تطيب بالمسك.