وسكبت عليه الماء جارية ليتوضأ للصلاة فنعست فسقط الإبريق من يدها فشجه فرفع رأسه إليها فقالت له الجارية إن الله عزوجل يقول (وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ) قال قد كظمت غيظي قالت (وَالْعافِينَ عَنِ النَّاسِ) قال لها عفا الله عنك قالت (وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) قال اذهبي فأنت حرة لوجه الله تعالى.
وروي أنه ع دعا مملوكه مرتين فلم يجبه وأجابه في الثالثة فقال له يا بني أما سمعت صوتي قال بلى قال فما لك لم تجبني قال أمنتك قال الحمد لله الذي جعل مملوكي يأمنني.
وعن أبي حمزة الثمالي عن علي بن الحسين ع قال خرجت حتى انتهيت إلى هذا الحائط وساق ما أورده كمال الدين (١) وقد ذكره الحافظ أبو نعيم في الحلية وفيه أعلى الدنيا حزنك فرزق حاضر للبر والفاجر قال فقلت ما على هذا أحزن وأنه لكما تقول فقال على الآخرة فهو وعد صادق يحكم فيه ملك قاهر (٢) قال قلت ولا على هذا أحزن وأنه لكما تقول قال فعلى م حزنك قال فقلت أتخوف من فتنة ابن الزبير قال فضحك ثم قال يا علي بن الحسين هل رأيت أحدا قط توكل على الله فلم يكفه قلت لا قال يا علي بن الحسين هل رأيت أحدا قط خاف الله فلم ينجه قلت لا قال يا علي بن الحسين هل رأيت أحدا قط سأل الله فلم يعطه قلت لا ثم نظرت فإذا ليس قدامي أحد.
" وعن ابن إسحاق قال كان بالمدينة كذا وكذا أهل بيت يأتيهم رزقهم وما يحتاجون إليه ولا يدرون من أين يأتيهم فلما مات علي بن الحسين ع فقدوا ذلك.
وعن عمرو بن دينار وساق حديث محمد بن أسامة بن زيد وبكائه عند موته بسبب الدين وهو خمسة عشر ألف دينار فقال ع لا تبك فهي علي وأنت منها بريء وقضاها عنه.
" حدث عبد الملك بن عبد العزيز قال لما ولى عبد الملك بن مروان الخلافة
__________________
(١) أي في حديث الخضر (ع (
(٢) وفي بعض النسخ «ملك قادر».