وتعميره لمؤخرة حرم السعادة وكانت تعميرات حرم السعادة تنقسم إلى قسمين الصورة الأولى عمليات مؤخرة حرم السعادة ومتفرعاتها ، والصورة الثانية تعمير داخل الحرم الشريف ومشتملاته وفق الخريطة لتعمير مؤخرة حرم السعادة وتجديده والتى قدمت للمقام السلطانى السنى وحازت الموافقة ، وفعلا قد بدئ فى العمل وفقا لهذه الخريطة ، وختم بهدم آثار قايتباى مع مشتملاتها من محاذاة باب الرحمة إلى آخر الحرم الشريف الملاصق لتلك الآثار وبما أنه كان قد تم الاتفاق على هدم قباب قايتباى وإنشاء قباب جديدة ؛ لهذا لم يكن فيه ما يثير النزاع ، ولكن الأساطين التى تحمل السقوف والقباب فى داخل حرم السعادة والتى صنعت من حجارة صغيرة ومع مرور الزمن انفصلت عن بعضها ولما رئى أنها ستكون سببا فى سقوط السقوف والقباب أحيطت بأحزمة حديدية وظلت بعضها معوجة متمايلة ، ومن هنا وجب تعميرها ورضى الأهالى على ذلك ، وأراد محمد رائف باشا أن يجدد الحرم النبوى فى طراز جديد جميل بتقليل عدد الأعمدة وتغيير شكلها مثل أعمدة مؤخر حرم السعادة وأن يوسع مواقع الصلاة وأراد أن يعين ثمانية أعداد من الأعمدة التى تعد من الآثار النبوية بتركها على حالتها القديمة ، لو كان مسجد المدينة قد جدد وعمّر على هذا الشكل لكان الحرم الشريف اتسع وبلغت زينة البناء إلى الكمال وحدث تطابق وتناسب وتناسق فى هذه القضية الفنية ، وكل ذلك بناء على قول محمد رائف باشا.
وإذا ما طبق فن الهندسة على تعمير مبانى الحرم فكان رأى محمد رائف باشا صحيحا كما أن الأدلة التى ساقها بخصوص زينة المبانى ترى لا غبار عليها ، إلا أن كون داخل حرم السعادة من الآثار المباركة القديمة كما أن جميع الأعمدة التى فى هذه الجهة من الأعمدة التى تتشرف بقدمها ، جعل مسألة تغيير تلك الأعمدة وتغيير أماكنها بادعاء توسيع الموقع والمحل ، مسألة غير لائقة.
ومن أجل رد خواص دار السكينة آراء الباشا المذكور الفنية وملاحظاته ، قالوا ردّا على رأى الباشا : «إن عدد الأساطين التى تحتاج للتعمير فى الحرم الشريف مائة وثلاثة وأربعون عمودا ثمانية منها من الآثار النبوية ، ولا يجوز تغيير أشكالها