بالأمر العتبة السليمانية ، عتبة البر والإحسان فما كان من السلطان إلا أن عين الموظفين والمهندسين لتعمير وتشييد ذلك الجدار ، وأرسلهم إلى المدينة ، ووصل الموظفون المكلفون إلى المدينة فى سنة ٨٩٣ ه وشيدوا ذلك الجدار بكل احترام وتعظيم وأحكموا بناءه ثم فرشوا خارج الحجرة المعطرة وداخلها بقطع رخام مجلاة كما زخرفوا الجهات الأخرى وزينوها بشكل يجذب الأنظار ، وغلفوا القبة الخضراء بألواح رصاصية وجعلوا رأس العلم الذى وضع فى مركز القبة من ذهب خالص وأماكنه الأخرى من فضة ووضعوه فى شكل بحيث ينير ويضئ مسافات بعيدة وجعل العمال الذين استخدموا فى البناء يعملون بكل تعظيم وتفخيم للمكان فلم يحس أن فى الحجرة المعطرة نجارين أو بنائين يعملون.
ولما تم تجديد الجدار الغربى سنة ٩٤٠ كتبوا عليه هذين البيتين :
ألا يا رسول الله يا خير رافع |
|
وأكرم مبعوث إلى خير أمة |
من يحمى التنزيل بجاهه |
|
ومن هو للمأمول أعظم شافع |
وبعد أن ذيلوها ببسملة وتصلية كتبوا عبارة (جدد هذا المكان الشريف السلطان الملك المظفر سليمان خان بن السلطان سليم خان بن بايزيد خان فخر آل عثمان خلد الله ملكه بمحمد وآله وصحبه وسلم ؛ تاريخ إتمامه شهر جمادى الآخرة فى سنة (٩٤٠).
وعلقت فوق التاريخ المذكور لوحة مزينة كتبت عليها بخط التعليق القطعة الآتية إلا أنه لا يعرف من صاحب هذه القطعة ولا التاريخ الذى علقت فيه لعدم وجود أية إشارة لذلك كما أن واقفها مجهول.
قطعة
يا مزين العرش إكليل زينة عمرك أرسلناك
لما كان هناك مكان لشئ لو لم ينفذ أمر خطة مولاك
ليس بشىء أن يكون بابك المقدس تاجا للملوك
فأنت ملك الملوك يا سلطان مولاك