يجتمعون فى داخل الروضة المطهرة يتوغلون فى تلاوة سورة الأنعام ويهدون أجر ذلك للروح المحمدية اللطيفة وكانوا يتوسلون بالروح النبوية من أجل نصرة الجنود المسلمين ، كما وظف مؤخرا ثلاثون فقيها وخصص لكل واحد منهم قطعتين من الذهب سنويا وكلفوا قراءة القرآن فى داخل الروضة المطهرة كل يوم ، وهؤلاء أيضا كانوا يرفعون أياديهم بالدعاء ويهبون أجر مثوبة قراءاتهم لأرواح سلاطين المسلمين.
وقد رتب كذلك ثلاثون من قراء أجزاء القرآن بشرط أن يختم القرآن فى داخل الروضة كل يوم مرة ، على أن يأخذ كل واحد منهم سنويا ثلاثة دنانير ونصف دينار كما عين مائة نفر لأداء الحج لابسين ملابس الإحرام واقفين على جبل عرفات فى مواقيت الحج على أن يأخذوا سنويا عشرة دنانير ، وكان قراء أجزاء القرآن يختم كل واحد منهم القرآن على الوجه المشروع كما أن الذين وظفوا لأداء الحج كانوا يلبسون ملابس الإحرام فى مواقيت الحج ويسافرون إلى مكة وكانوا يواظبون فى أثناء وقفة عرفات على الدعاء لترقى الدولة وسعادتها ولزيادة شوكة الدولة العثمانية.
وكان السلطان مراد وظف خمسة من المدرسين من المذاهب الأربعة وخصص لهم رواتب كافية ، بشرط أن يكون أحدهم من خطباء الشافعية وكان لكل واحد منهم وظيفة تدر عليه أربعين درهما سنويا.
ولا تقتصر الخدمات التى أداها مراد الرابع للبلدة النبوية المسعودة على هذا ، بل رمم سطح الحرم النبوى الشريف كاملا لاقتضاء الأمر ذلك ، كما جدد آجر الروضة المقدسة ، وغير صبغة جدران مسجد السعادة لتوأم حرم الجنة الأربعة وأمر بطلاء عدد أسطوانات مسجد السعادة البالغة ثلاثمائة أسطوانة على لون واحد.
والفنانون الذين استخدموا فى طلاء هذه الأعمدة بشموس ونجوم كل واحدة