وتقع بجانب نخلة قريبة من مقبرة بقيع الغرقد وفى طريق قرية قباء.
ويميل ماء هذه البئر إلى الخضرة وقد هدمت السيول التى تمر بجانبها جميع جهاتها وخربتها. ولكنها عمرت تعميرا جيدا مؤخرا. عرض فوهتها فى قطر سبعة أذرع. وبجانب هذه البئر بئر أخرى فى عرض ستة أذرع ، وكان مؤرخو الأسلاف قد اختلفوا فى تعيين أية واحدة منهما بئر «البصة» ؛ والبئر الصغيرة ولما كانت أمام برج والد أبى سعيد الخدرى مالك بن سنان فليس من المستبعد أن تكون تلك البئر بئر «البصة» ولأجل ذلك استولى زكوى ابن صالح على ساحة برج مالك بن سنان وبنى عليها منزلا عاليا وصنع سلما للبئر الصغيرة ، كما أن شيخ الخدم عزيز الدولة وريحان البدرى الشهابى اشترى بستان النخيل الذى بجانب المنزل الذى بناه ابن صالح ووقفه على الفقراء الذين يمرون من جانبه.
زار النبى صلى الله عليه وسلم دار أبى سعيد الخدرى فى يوم جمعة وطلب منه مقدارا من سدر وغسل بالسدر رأسه وصب الماء المستخدم فى البئر.
٧ ـ بئر بضاعة :
السابعة من الآبار المقدسة هى بئر بضاعة التى بين الحديقتين اللتين تميلان إلى الجهة الشمالية من غرب بئر حاء واشترى شاهين الجمالى هاتين الحديقتين ووحدهما وصنع حوضا بجانب بئر بضاعة وبنى مسجدا ووقف الحديقتين لتعمير المسجد المذكور والحوض والبئر سالفة الذكر.
وفى عهد الجاهلية كان ماء بئر بضاعة عديم القيمة ؛ لذا كانت تلقى فيها النساء الحوائض خرق الحيض كما أن الساكنين حوله يلقون فيها الكناسة وجثث الحيوانات.
ولما توضأ الرسول وشرب من مائه وتفل أخبر أن ماءه شفاء للمرضى. ومنذ ذلك الوقت أخذ الناس يشربون من مائه راغبين فيه ويرجحونه على مياه الآبار الأخرى.