قال ابن إسحاق إن المدينة على بعد خمسة أميال ونصف من ذى الحليفة الذى يقع فى جهة مكة ، كما سطر على اللافتة التى ركزت فى ذى الحليفة أن المسافة من المدينة إلى ذى الحليفة خمسة أميال ونصف ميل. وهناك لافتتان فى جهة مكة فى ذى الحليفة وهذا المكان يبعد عن المدينة ستة أميال. لأن فى كل من مدخل ذى الحليفة ومخرجه علمان ولافتتان. وحكم ابن صلاح أن المسافة بين المدينة وذى الحليفة ثلاثة أميال. إلا أن ابن حزم قال : إننى قست المسافة من عتبة باب السلام للمسجد النبوى إلى عتبة مسجد الشجرة فى ذى الحليفة فوجدتها (٩٧٣٢) ذراعا. وإذا ما نظرنا إلى هذا القول نجد أن المسافة بين المدينة وذى الحليفة خمسة أميال وثلثا ميل إلا مائة ذراع. وإن هذه الرواية أقرب إلى الصحة.
استطراد :
توجد طرق متعددة للدخول إلى البلدة النبوية الطاهرة من الخارج فى جهاتها الأربع وكل قافلة تسير وفق الطريق الذى يناسبها ، وكل الطرق فى الجهة الواحدة تتصل فى نقطة واحدة.
الجهة الغربية :
إن الطرق التى توجد فى هذه الجهة هى : سلطانى ، ملف ، فرع ، غابر وكلما تقترب هذه الطرق من المدينة المنورة تلتصق بعضها ببعض وعندما تصل إلى موقع ذى الحليفة (بئر على) تتحد الطرق الأربعة وتكون طريقا واسعا عظيما. وباب العنبرية من أبواب حصن المدينة الخارجى يقع فى هذه الجهة بين تكية المرادية والمعسكر السلطانى. وبناء على هذا فقوافل الحجاج والزوار والتجار تدخل وتخرج على الدوام من هذا الباب ويبيت محمل مصر مع جنوده فى مكان قريب من هذا الباب. والباب الذى فى هذه الجهة من داخل الحصن أجمل وأشهر من الأبواب الأخرى وبما أنه بين بعض الأسواق اشتهر بالباب المصرى.