أعطوه نقودا طائلة وبمجرد ما أنهى كلامه جاء رسول من قبل أمير المدينة المنورة وقال تفضلوا معى إن أمير المدينة يريدك ، فأخذنى وذهب بى عند الوالى ، وعندما دخلنا فى الدائرة الحكومية ورآنى الوالى فقال مؤكدا : «يا صواب سيدق باب مسجد السعادة بعض الناس ووقتما يدق الباب يجب أن تفتح الباب وتدخل من دقوه فى الداخل ولا تعترض على أى شىء يفعلون وأن تصمت» هذا كان أمره ، إننى جلست هذه الليلة فى جهة من جهات المسجد وأخذت أبكى من شدة الهم والغم وسبحت فى بحر الفكر والحيرة عسانى أجد حلا لهذا الموضوع».
وعقب صلاة العشاء أغلقت الأبواب حسب الأحوال الجارية ثم جلست فى جانب من حجرة السعادة وأخذت أبكى ، ودق فى منتصف الليل الباب الذى فى محاذاة دار الوالى ، وبناء على الأمر الذى تلقيته فتحت الباب ووقفت خلف مصراعه ، فدخل بعض الناس فى الداخل وأغلقوا الباب ، فأحصيتهم فردا فردا كانوا أربعين نفرا كاملين وكان كل واحد منهم يحمل على ظهره زنبيلا أو زنبيلين مملؤين بأدوات الحفر ، فتوجهوا رأسا إلى حجرة السعادة ، وفى الوقت الذى مروا من محاذاة مئذنة باب السلام واقتربوا إلى أمام المنبر السليمانى ، فانشقت أرض المسجد وبلعت هؤلاء الناس جميعا بآلاتهم وأدواتهم واختفوا عن الوجود ، ولما التأمت الأرض المنشقة ظل نصف ملابس أحد الأشخاص الذين ابتلعتهم الأرض خارجها وهكذا أشير من قبل الحق أن هذا المكان هو مكان الانشقاق (١) وبعد مرور مدة طويلة استدعانى والدى عنده وقال لى : «كنت بعثت لك بعض الأشخاص ، هل أتوا؟ وكان يريد بهذا السؤال أن يستكشف الأحوال ، فقلت له نعم قد أتوا إلا أن الأرض انشقت وبلعتهم ونقلت له القصة كما حدثت ، فقفز من مكانه وذهب إلى مسجد السعادة ورأى قطعة الملابس التى ظلت خارج
__________________
(١) ويخبر بعض أهل المدينة أن الكيفية قد عرفت للناس فى تلك الليلة بصوت من الهاتف.