خان ، إلا أن مرور الأيام ودوران الزمن خرب جميع هذه الآثار ولم يبق أحد يعرف حتى أماكن هذه الآثار الخربة ، إلا أن إبراهيم أغا قد صنع صهريجا كبيرا وحوضا واسعا عميقا فى جهة المساجد الأربعة التى تقع فى ناحية جبل سلع وخلفه وذلك بناء على الأمر السلطانى الذى تلقاه ، وأسس فوق هذا الضريح قصرا مرتفعا بهيجا ، وكانت أطرافه الأربعة محاطة بحقل أخضر خال من الجبال والمنازل على مدى الرؤية ، واشترى لزوار المساجد الأربعة وأبناء السبيل.
ومازال الصهريج الذى صنعه إبراهيم أغا قائما ينتفع منه المارّون إلا أنه أشرف على الخراب والانهيار.
وإذا ما ترك فترة مهملا فمن اليقين أنه سيصبح غير صالح للاستخدام.
ومن السلاطين الذين رعوا حرمة أهالى الحرمين السلطان مصطفى خان الثانى.
وقد راعى جانب أهالى الحرمين وقدم لمبانى مسجد السعادة خدمات كثيرة ، فإلى عهده لم تكن الحفلات تقام بمناسبة الولادة النبوية مرة فى السنة وقد استن فى عهده انعقاد الجمعيات مرة فى السنة لقراءة منظومة المولد النبوى وأمر بتدبير ٣٣٠٠ قرش من الخزانة المصرية وإرسالها إلى المدينة وذلك فى سنة ١١١٣ ه.
وكانت هذه المجالس تنعقد بعد إشراق شمس اليوم الثانى عشر من ربيع الأول كل سنة ، وتعقد الاحتفالات بالمولد النبوى الباهر فى زماننا فى الليل.
صورة انعقاد مجالس الاحتفالات بالمولد النبوى الميمون
كان مدير حرم السعادة قبل ليلة تلاوة المولد بيوم يجهز مشروبات حلوة ويملأ بها زوارق حرم السعادة ويرسل إلى منازل أعيان البلاد وموظفى الحكومة وأصحاب الخواطر عدة زوارق من الشراب يشير بذلك إلى انعقاد جمعية الاحتفالات بالمولد النبوى فى حرم السعادة ويعلنه ويفرش على ساحة مسجد