ولقد أكثروا من الابتهال والتضرع إلى الله حتى دام ذلك فى الصباح حتى المساء ، حتى إنهم لم يستطيعوا أداء صلوات الظهر والعصر والمغرب وقاموا بعد المغرب وصلوا صلوات الأوقات الثلاثة فى وقت واحد على ساحة الفتح. والمكان المبارك الذى أدى فيه النبى صلى الله عليه وسلم يقع فى الساحة الرملية لذلك المسجد وفى مواجهة المحراب ، وإذا ما نظرنا إلى وضعه الحالى فإنه فى المكان الذى ركز فيه العمود الثانى ؛ لأن لمسجد الفتح ثلاثة أعمدة متحاذية.
التأسف
وبناء على تعريف المؤرخين أن المكان المبارك الذى أدى فيه النبى صلى الله عليه وسلم صلاته هو المكان الذى ركز فيه العمود الثانى ولشدة الأسف عندما جدد ذلك المسجد من قبل السلطان عبد المجيد فى سنة (١٢٧٠ ه) انتزع المختصون بأمور البناء العمود الثانى عن مكانه وغرسوه فى مكان آخر بسبب جهلهم ، فمكان ذلك الأثر مجهول الآن.
وفى الجهة القبلية من مسجد الفتح مسجد سليمان وخلفه مسجد على وخلف مسجد على مسجد أبو بكر.
وهدم الأمير سيف الدين الحسين بن أبى الهيجاء من وزراء الملوك العبيديين المصرية سنة ٥٧٥ ه مسجد الفتح وفى سنة ٥٧٩ ه مسجد سلمان وجددت فيما بعد على أشكال جميلة كما أن أحد أهل السنة جدد مسجد أبى بكر فى سنة ٦٠٢ ه فأصبح مثل المساجد الأخرى.
وطول مسجد الفتح عشرون ذراعا وعرضه (١٧) ذراعا وطول مسجد سلمان (١٧) ذراعا وعرضه (١٤) ذراعا وطول مسجد على (١٦) ذراعا وعرضه (١٣) ذراعا وكان صلحاء الإسلام عندما يزورون مسجد الفتح يدعون بالدعاء الذى مر ذكره :
هنا مغارة أخرى إلا أن المغارة التى نحن بصدد تعريفها على يمين مطلع بنى خرام وكان النبى صلى الله عليه وسلم يبيت فيها قائما يصلى لخالق العباد.