ليس بشىء خطير نتيجة لاستجابة دعاء الرسول الكريم ، ولكنه مرض رجع فى عصر الرسول لكفارة الذنوب وهو مرض خفيف ، وهذا المرض هو حمى «أم ملدم» وبناء على الرواية التى نقلت عن جابر بن عبد الله ـ رضى الله عنه ـ أن حكيم الأنبياء ـ عليه أفضل التحايا ـ حينما دعا ، فى الصورة المشروحة ، رأى ذلك المرض ورغب أن يرحل إلى نواحى «قباء» وكان المرضى الذى رآه الحمى المسمى ب «أم ملدم» الذى اتجه ناحية قباء رأسا ، بناء على الأمر الذى صدر له من النبى صلى الله عليه وسلم ، وأخذ يزعج سكانها ، ولم يكن فى استطاعة مخلوق أن يفهم سر هذا الحكم وقد انزعج سكان قرية قباء من الحمى العارضة لبلدهم ، وذهبوا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم يعرضون عليه ما حدث وطلبوا منه أن يدفع عنهم تلك الحمى.
فرد عليهم الرسول صلى الله عليه وسلم قائلا : «الدعاء لرفع الحمى وإزالتها ممكن ولكن تحملكم لها كفارة لذنوبكم» فقالوا : «إننا نتحمل المرض بأمنية كفارة الذنوب ثم عادوا».
إخطار
وإذا قيل بما أن المرض من الأشياء المحسوسة فكيف يظهر على شكل امرأة عجوز؟ يقال لهؤلاء : إن أقوال النبى صلى الله عليه وسلم وأفعاله إخضاعها لقواعد العلوم المضبوطة والفنون المعلومة من جهة ، ومن هنا يجب أن تنحى فكرة التحليل والتطبيق جانبا تأدبا ، ومن جهة أخرى ينبغى أن يقبل كل ما يروى عن النبى صلى الله عليه وسلم دون تردد ، وأن يصدق. انتهى.
إن النبى صلى الله عليه وسلم المطلع على أسرار الحكمة قد تفضل قائلا : قد أرانى جبريل الطاعون والوباء ومرض الحمى ، وكلفنى أن أبقى واحدا من هذه العلل فى المدينة ، وإننى أبقيت على الحمى ورددت الطاعون ، وإن كان الطاعون باعث استشهاد لأمتى إلا أنه زاجرا للكفار ، وهذا ما ينقل عن النبى صلى الله عليه وسلم ويروى ؛ لذا لا يقدر لا الطاعون ولا الوباء الدخول فى المدينة المنورة ، أما الحمى فهى ليست وباء ولكنها رحمة من الله.